[نُـون]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أظنّ أنّ المثل صادق جدّا حين يقول: من شبّ على شيء شاب عليه
وممّا لاشكّ فيه أن التقدم في العمر وإن كان يدخل البعض في حالة من الزّهد عن الحياة
فهناك آخرون يزيدون حبّا وشراهية في الحياة
حتّى لكأنّهم يعودون لسنّ المراهقة بأفعال يستحي المرء ذكرها
ثمّ إن مثل هذه الحادثة التّي وقعت لك إنّها لمؤسفة حقّا
ولربّما حدث لي شيء مشابه إلاّ أنّي لم أتجادل لم أناقش
حملت نفسي عند منتصف الطّريق ونزلت
لكنّّي لم أكن مريضة وهنا يكمن الإختلاف
كما أنّ هناك الكثير ممن يتخدون التقدم بالسّن وسيلة
وأذكر أنّه قبل أيّام ولسوء حظي تصرّفت تصرفا لم يرقني
وتمنيت أنّي لم أفعل ذلك
كان لديّ موعد لا يقبل التأجيل
حين رأيت سيّارة قادمة كان بقربها عجوزين (امرأتين) الأولى تخطو خطوات سريعة
لا تبدو كبيرة السّن من حركتها أمّا الثانية فكانت حركتها ثقيلة جدّا
وتحمل عصا ترتكز عليها
فاتّجهت ناحية العجوز سريعة الحركة لركوب سيارة الأجرة وكان النّقل صبيحتها غير متوفر
فقالت لي فيما معناه: "اذهبي من النّاحية الأخرى، لن أجلس بناحية الشّمس"
قلت لها فيما معناه: "إنّ العجوز الثانية -ثقيلة الحركة- لا يمكنها أن تجلس بالوسط خصوصا وأنّ قدمها متصلب
اتركيني أجلس أنا في الوسط"
نزلت وسمحت لي بالجلوس وليتني ليتني لم أفعل
ألقت درسا عن قلّة أدب بنات اليوم
ولا احترامهم لا كبيرا ولا صغيرا، وكيف يهتف الذكور إليهم، ولا يراعون لا حرمة أمّ ولا جدة
ولا ولا وكانت تشدّ ظهر الرّجل الذّي يجلس بالمقدمة يعني لأنّه يصغرها ببضع سنوات لينصت لكلامها
ولا أدري كيف سألت العجوز الثانية عن عمرها فقالت لها عمري 70 عاما، فقالت بصوت في أذني أنا عمري 75 عام
أومأت برأسي
وكلّ مرة تضاعف الجرعة سبّا بالمعنى وليس سبا مباشرا
حتى أنّي خشيت أن أطلب من سائق السيارة أن يتوقف لي في المكان المقرر وفضّلت أن تبتعد السّيارة حتى لا أسمع أكثر
لمّا نزلت قلت لها اسمحيلي لم تردّ أظنها لم تسمع


شكرا