منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بيان ما في الإنجيل من تحريف وتبديل واختلاف في لاهوتيه المسيح
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-20, 21:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

ثم قال ما نصه: وقد أغفل متى ومرقس بعض حوادث وأُمور تتعلق بسيرة المسيح، وقام بعض الكتبة واختلقوا ترجمة مموهة ليسوع المسيح، وكثيرًا ما فاتهم فيها الرواية والتدقيق، فبعث ذلك بلوقا على وضع إنجيله ضنًا بالحق، فكتبه باليونانية وجاء كلامه أصح وأفصح وزاد انسجامًا من كلام باقي مؤلفي العهد الجديد. وذهب كثير من المحققين إلى أنه كتب إنجيله في السنة 53 للمسيح، وقيل:
بل سنة 51.



ثم ذكر الخلاف في المكان الذي كتبه فيه وبين غرضه منه، فقال في آخره: وأن يكشف النقاب عن الأغلاط المدخولة في تراجم حياة المسيح المموهة – أي: الأناجيل التي ردتها الكنيسة بعد – وينفي كل ركون إليها، ثم يبين أنه كان يحمل إنجيلي متى ومرقس، وأنه اقتبس منها ما وافقهما فيه. ثم عقد فصلاً لما اعترض به على ما حذفوه وأسقطوه من هذا الإِنجيل؛ لأنهم رأوه لا يليق بالمسيح أو لعلة أخرى.


وقال الدكتور (بوست) في [قاموسه]: ظن بعضهم أنه – أي: لوقا – مولود في أنطاكية إلا أن ذلك ناتج من اشتباهه بلوكيوس. قال: ومن تغيير صيغة الغائب إلى صيغة المتكلمين في سياق القصة يستدل على أن لوقا اجتمع مع بولس في ترواس – أع 16: 1 – وذهب معه إلى فيلبي في سفره الثاني ثم اجتمع معه ثانية في فيلبي بعد عدة سنين – أع 20: 5و6 وبقي معه إلى أن أٌسر وأُخذ إلى رومية – أع 28: 30- ولم يعلم شيء من حياته بعد ذلك.


فلينظر القارئ كيف يستنبطون تاريخه من أُسلوب عبارته التي لم تصل إليهم بسند متصل لا صحيح ولا ضعيف، كما استدلوا على كونه إيطاليًا لا فلسطينيًا من كلامه عن القطرين، ذلك بأنه ليس عندهم نقل يعرفون به شيئًا عن مؤسسي دينهم.


ثم قال: وظن البعض أن لفظة إنجيلي الواردة في -2 تي 2: 8 – تدل على أن بولس ألف إنجيل لوقا وأن لوقا لم يكن إلا كاتبًا.


ثم قال: وقد كتب هذا الإِنجيل قبل خراب أورشليم وقبل الأعمال، ويرجح أنه كتب في قيصرية في فلسطين مدة أسر بولس سنة 58-60م غير أن البعض يظنون أنه كتب قبل ذلك. اهـ.


فأنت ترى من التعبير بلفظ الترجيح والظن ومن الخلاف بين سنة 51 و 53 كما في [الخلاصة] و 58 و60، كما أنه لا علم عند القوم بشيء }وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ{ [البقرة: 78]. ولعل الذين قالوا: إن بولس هو الذي كتب هذا الإنجيل هم المصيبون لمشابهة أُسلوبه لأسلوب رسائله باعترافهم. فإن قيل: وما تفعل بتحريفه؟ قلت: هو كتحريفها، وتجد فيه مثل ما تجد فيها من ذكر وضع بعض الناس لأناجيل كاذبة. ومن لنا بدليل يثبت لنا صدقه هو؟ وأنى لنا بتمييز هذه الأناجيل ومعرفة صادقها من كاذبها؟


(إنجيل يوحنا) تقول النصارى: إن يوحنا هذا هو تلميذ المسيح ابن زبدي وسالومه. ويقول أحرار المؤرخين منهم غير ذلك. كما في [دائرة المعارف الفرنسية]. ويرجح بعضهم أنه من تلاميذ بولس أيضًا. وذكر في [الذخيرة] ثلاثة أقوال في تاريخ كتابته: - وهي 64 و 94 و 97 وأنه كتبه باليونانية ليثبت أُولهية المسيح، ويسدد النقص الذي في الأناجيل الثلاثة، إجابة لرغبة أكثر الأساقفة ونواب كنائس آسية وإلحاحهم عليه أن يبقى من بعده ذكرًا مخلدًا.


ومفهوم هذا: أنه لولا هذا الإِلحاح لم يكتب ما كتب، وإذًا لبقيت أناجيلهم ناقصة، وخلوا من شبهة على عقيدتهم المعقدة التي لا تعقل، إذ لا توجد الشبهة عليها إلا في هذا الإِنجيل الذي هو أكثر الأناجيل تناقضًا، وناهيك بجمعه بين الوثنية والتوحيد، وقوله عنه في موضع آخر: إنه وإن كان يشهد لنفسه فشهادته ليست حقًا – إلى أمثال ذلك.


وقال الدكتور بوست: ويظن أنه كتب في أفسس بين سنة 70و95. ثم قال في الرد على علماء أوربا الأحرار ما نصه.


وقد أنكر بعض الكفار قانونية هذا الإِنجيل؛ لكراهتهم تعليمه الروحي، ولا سيما تصريحه الواضح بلاهوت المسيح. غير أن الشهادة بصحته كافية، فإن بطرس يشير إلى آية منه 2بط 1: 14 قابل يو 21: 18 وأغناطيوس وبوليكريس يقتطفان من روحه وفحواه، وكذلك الرسالة إلى ديو كنيتس وباسيلدس وجوستينس الشهيد وتانيانس. وهذه الشواهد يرجع بنا زمانها إلى منتصف القرن الثاني.


وبناء على هذه الشهادة وعلى نفس كتابه الذي يوافق ما نعمله من سميرة يوحنا نحكم أنه من قلمه. وإلا فكاتبه من المكر والغش على جانب عظيم. وهذا الأمر يعسر تصديقه؛ لأن الذي يقصد به أن يغش العالم لا يكون روحيًا، ولا يتصل إلى علو وعمق الأفكار والصلوات الموجودة فيه. وإذا قابلناه بمؤلفات الآباء رأينا بينه وبينها بونًا عظيمًا، حتى نضطر للحكم أنه لم يكن منهم من كان قادرًا على تأليف كهذا، بل لم يكن بين التلاميذ من يقدر عليه إلا يوحنا، ويوحنا ذاته لا يستطيع بتأليفه بدون إلهام من ربه. اهـ.










رد مع اقتباس