الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فإننا في عصر ظهرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، وابتلينا بالإفراط في استخدامها، لذا لا بد أن نستغل هذه الوسائل في ما يعود علينا بالنفع .
ونحن نتجول في هذا الفضاء الإلكتروني، تمر بنا الفوائد والمسائل العلمية التي تحتاج منا إلى تقييدها ثم حفظها أو تكرارها، حتى تعلق في الذهن.
وقد قيل :
فالعِلم صيد والكتابةُ قَيْدُهُ *** قيِّد صُيُودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أنْ تصيد غزالةً *** وتتركها بين الخلائق طالقة
ولا يخفى عليكم أنه بتقييد تلك الفوائد، وتنظيمها، ومراجعتها، يسهّل على الطالب حفظها وترسيخها وترتيبها في الذهن، ويسهل عليه الرجوع إليها، واستحضارها عند الحاجة؛ سواء للعمل بها أو دعوة الناس إليها إما بالكتابة أو المشافهة.
وأقوال أهل العلم في الحض على الكتابة مشهورة لديكم، وإنما المقصود في هذا المنشور بيان بعض الخطوات في كيفية استغلال هذه الفوائد التي تمر بنا.
وأما عن الخطوات العملية في كيفية استغلال هذه الفوائد :
الخطوة الأولى : تعنون لكل علم بحسبه .
تقسم عندك المستند أو الدفتر - الكناشة- على حسب المواضيع،
- فمثالا : المواضيع العلمية :
فوائد ومسائل في العقيدة.
فوائد ومسائل في الفقه.
فوائد ومسائل في الحديث.
فوائد ومسائل في قواعد وأصول الفقه.
فوائد ومسائل في اللغة العربية.
وهكذا في بقية فنون الشريعة حسبما ترى أنك تستطيع الاهتمام به.
- مثال : المواضيع الوعظية تقسّم كالتالي:
مسائل وفوائد في الإخلاص.
مسائل وفوائد في الصبر.
مسائل وفوائد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
مسائل وفوائد في فقه دعوة الأسرة والوالدين خاصة.
مسائل وفوائد في طاعة ولي الأمر، وحرمة الخروج. (للعوام)
أدلة تحريم الغناء، ورد الشبهات المجيزين.
أحكام الاختلاط.
الأدلة على حكم إسبال الثياب. .... وهكذا دواليك.
الخطوة الثانية : تضع الفائدة في محلها من العلوم، وتعنون عليها :
مثلاً : فوائد أو الأقوال في العقيدة تنقلها تحت عنوان: "فوائد ومسائل في العقيدة " . وتضع لهذا النقل رقم وعنوان مع ذكر المصدر، مثال: تضع الرقم، ثم تكتب عنوان للفائدة، ثم تنقل الفائدة، ثم تذكر المصدر بين معقوفتين [ ].
1 - من الألفاظ المستحدثة في العقيدة: " واجب الوجود " و " ممكن الوجود ".
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وأما الكلام بلفظ الواجب الوجود، وممكن الوجود: فهذا من كلام ابن سينا وأمثاله، الذين اشتقوه من كلام المتكلمين المعتزلة ونحوهم، وإلا فكلام سلفهم، إنما يوجد فيه لفظ العلة والمعلول " [" الصفدية " (2/180) ، و"منهاج السنة النبوية" ( 2 / 132 )].
هذا إذا كانت الفائدة قصيرة، وأما إذا كانت الفائدة طويلة، فقط تعنون على الفائدة وتذكر المصدر، وإذا أمكن كتابة الشاهد أو طرف منه أفضل .
٢ - ابن عثيمين رحمه الله: هل العقل في الدماغ أو في القلب ؟ ["شرح رياض الصالحين" – المجلد الأول – باب المراقبة].
٣ - ابن عثيمين رحمه الله: الجمع بين ما ثبت من علو الله بذاته، وكونه قِبَل المصلي من وجوه. [" مجموع فتاوى ورسائل العثيمين " (4/ 51)].
وهكذا تفعل مع بقيت الفوائد.
مع مرور الأيام والليالي ممكن أن تجعل لنفسك مقالات ورسائل تستفيد منها، أو يستفيد منها غيرك، بعد ترتيبها وتنسيقها، وجمع الفوائد المتشابهة مع بعضها.
وإنما المقصود في هذا المنشور هو نقل تجربة أو خطوات قام بها بعض الأخوة في استغلال هذه الفوائد التي تمر بنا في هذه البرامج التي نقضي فيها جزء من وقتنا، وبهذا لا يضيع الوقت، والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشادة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم .