[ضعيف.]

في كل يوم نتعلم مصطلحات جديدة لا ندري من أين أتت ولا من أي رحم ولدت ولا ما هو دين من يستعملها.
أتذكر اليوم جملة لرئيس دولة غربية قال وهو يخاطب شعبه : علينا أن نثق في مستقبلنا.
حاولت أن أجد لهذه الجملة معنى معين أو تبريرا أو فهما ولكنني وصلت في النهاية لمقولة شعبية تقال حين الحديث عن المساكين وأمور العطف والشقفة بأن المسكين الحقيقي هو الكافر على دينه.
لعل جملة مثل : علينا أن نثق في مستقبلنا تخدش في الكثير من مفاهيمنا وأساسياتنا وتخلط علينا الكثير منها.
ولكنها تبقى أقل خطرا من مفاهيم أخرى.
إنه لمن السهل أن تأتي لكلمة معينة فتربط بها معنى معين ثم تسوقها بمعناها المراد على نطاق واسع خصوصا عبر وسائل الإعلام والاتصال فتروجها وتكررها بشدة مضفيا عليها المصداقية بطريقة من الطرق ومن بين الطرق أن تشتري المصداقية بشراء من يظن أنه عالم بدراهم معدودة.
بعد هذا الجهد لا شك أن مفهومك الجديد سيتقبله الكثير من الناس ويعتقده الملايين ودعونا لنقل لربما الملايير خصوصا إذا سوقت لدى شعوب لا تحسن إلا الكسل والجهل والأكل والشرب.
سرعان ما تصبح تلك الكلمة محركة للشعوب يمينا ويسارا وتقديما وتأخيرا فيتعجب من سحر تلك الكلمة حتى المروج لها ولربما يبلغ سحرها إلى حد يتقاتل الواحد مع أخيه من أجلها ولربما الشعب الواحد من أجلها ولربما يتفلسف بها أناس كثر يهدمون بها بيوتهم وهم من غير دراية أو لنقل يحسبون أنفسهم يحسنون صنعا.
لست أقصد كلمة بعينها ولكن المؤكد أنها موجودة ومثيلاتها أيضا.