منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-02, 21:15   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي


7- فتنة الدعاية غير المباشرة:


ومن الفتن الدعاية غير المباشرة وهي كثيرة يبثها الكفرة والعصاة في إذاعاتهم وصحفهم وكتبهم ونشراتهم؛ فيتلقاها السذج والجهلة من الناس، فيعتمدونها، ويعتقدون صحتها، وينخدعون بها، ثم يبثونها في إذاعاتهم ويمدحون معتقداتهم وعباداتهم ويمدحون منتجاتهم وينشرون ذلك في مؤلفاهم وفي صحفهم، ويصورون ما أنتجوا وما صنعوا!


وكذلك أيضًا قد يمدحون أديانهم، و يذمون ديننا، وينتقصون من عقيدتنا ومن حالاتنا، ويسخرون منا ونحن لا نشعر!


والكثير يتلقى ذلك، فيسمعه يذاع، ويقرأه في كتبهم وفي صحفهم.


وذلك من الفتنة العظيمة التي قد يتلقاها جاهل ليس معه سلاح، أو أدلة يقاوم بها هذه الدعايات وهذه الشبهات، فتنصبغ تلك الشبهات في قلبه، ويصعب عليه الخلص منها! فإذا ما أصابته تلك الشباك وهذه الفتنة العظيمة، وهي فتنة الدعاة والعصاة والمغرضين والمبتدعين ونحوهم في إذاعاتهم ومطبوعاتهم، إذا ما أصابه تلك الشباك فإنه لا ينجو منها إلا من يملك إدراكًا واعيًا، ومعرفة كاملة فينتقدها ويبين للناس الأخطاء التي تضمنتها واشتملت عليها.


8- فتنة قرين السوء:


ومن الفتن العظيمة والتي هي من أخطر الفتن ألا وهي فتنة قرين السوء! وهي أن الإنسان قد يبتلى بصديق، أو أب، أو أخ، أو زميل يكون قرينًا مقارنًا له، ويكون ذلك القرين قرين سوء يدعو إلى المعصية ، ويحذر من الطاعة! فالفتنة بهذا القرين فتنة كبيرة وعظيمة.


وسبيل الإنسان للتخلص منه أن يصبر ويصابر، ويتمسك بالحق مهما كان فإذا كان زميلك الذي تدرس معه أو تشتغل معه منحرفًا، أو عاصيًا، أو متلبسًا بمعصية، أو محبًا لها؛ وقد ابتليت مثلا بأن عيرك بتقصير ثوبك إذا كان مسبلاً! أو عيرك بإعفاء لحيتك إذا كان حليقًا! ويعيبك بزهدك وشدة ورعك، ويعيبك لمداومتك على صلاة الجماعة، ويعيبك لبعدك عن الأفلام والأغاني، بل قد يدعوك إلى ترك هذه الطاعات والسير وراءه في فعل المعاصي والمنكرات، فلا تنخدع به، واصبر على أذاه، حتى يجعل الله لك مخرجًا، فإن الفتنة بقرين السوء كبيرة مهما كان، سواء كان أخًا، أو أبًا، أو ابنًا، أو صديقًا، أو طالبًا، أو معلمًا!


لذلك فإن دعاية هؤلاء دعاية لها أثرها يجب الحذر كل الحذر من دعاياتهم، والإنسان الذي وهبه الله المعرفة ويعرف أنه على حق لا ينخدع ولا يميل إلى ذلك.


سبيل النجاة من الفتن

إن سبيل النجاة من هذه الفتن وهذه الشرور التي تعترض حياة المسلم كثيرة، ولا يتسع المقام لذكرها كلها ولكن نذكر واحدة من هذه السبل وهي أهمها؛ بل هي أساس السبل، فإن من أدرك هذا السبيل كان من الناجين بإذن الله تعالى.


أما هذا السبيل فهو طلب العلم!!


إن العلم هو سبيل النجاة من هذه الفتن، أي العلم الصحيح هو الذي يكون سببًا ووسيلة إلى أن تكون ناجيا من هذه الفتن؛ فإن الإنسان إذا رزقه الله علمًا أصبح في نور مبين يعرف كيف ينجو من أسباب الهلاك.


والمقصود بالعلم هو العلم بالله وشرعه وحقوقه وحدوده ووعده ووعيده. فعليك أولا أن تتعلم وتعرف أنك عبد مملوك لله، فأنت لم تخلق سدى، بل عليك أن تعرف أن الله ربك، وهو الذي خلقك، وهو الذي يتصرف فيك، تعرف ذلك مع التفكير في الأدلة، ثم تعرف بعد ذلك أن ربك هو الذي ملكك وهو الذي يتصرف فيك، وهو الذي أنعم عليك، وإنك إن تعد نعم الله لا تحصيها.


وتعرف أيضًا أنك مخلوق، وأن لك خالقًا رازقًا، وأنك محتاج إليه في كل حالاتك، وأنك مستوعب لنعمه التي تتوالى عليك.


وتعرف أيضًا أنه سبحانه وتعالى قد كلفك أي قد أمرك ونهاك، أمرك بالعبادات وفرضها عليك وحذرك ونهاك عن المحرمات وأمرك بالابتعاد عنها، فهذه الأشياء لا بد أن تعرفها، ثم بعد ذلك تبحث عن تلك الأوامر فتجدها ميسرة؛ فتقرأ القرآن، وتقرأ كتب السنة كالصحيحين ونحوهما، فتجد فيها الشفاء النافع والدواء الناجع لكل مرض وداء، وتجد فيهما أولا أن الله تعالى فرض العبادات، ومن العبادات الصلوات والطهارات، وسائر أركان الإسلام، وأنه تعالى أباح هذه المباحات وهذه المعاملات التي يتمتع بها الإنسان حتى تقوم بها حياته، وأنه حرم المحرمات ونحو ذلك.
إذا عرفت ذلك فاعرف شيئًا آخر، وهو الثواب والعقاب؛ وهو أن العبد إذا حافظ على هذه العبادات، والتزم بها فإن الله يثيبه، وكذلك إذا اجتنب المحرمات امتثالا لأمر الله تعالى أثابه وأعظم أجره، واعرف أنه إذا اقترف هذه المحرمات وتهاون بها عاقبه، وإذا ترك الواجبات عاقبه على تركه، ومن العقوبة ما كانت عاجلة ومنها ما هي آجلة، كما أن الثواب يكون عاجلاً ويكون أجلاً.


فإذا عرفت ذلك كله فكيف تعصي الله؟ وكيف تنخدع بمعصيته؟!
اعرف العقيدة السليمة حتى لا تنخدع بالدعاة والضلال، والمبتدعة والمعتزلة والزينة الظاهرة ونحو ذلك.


وبعد أن عرفت أوامر الله تعالى ونواهيه، وعرفت الثواب والعقاب، وسلمت عقيدتك ما دمت قرأت عقيدة أهل السنة وتمسكت بها؛ فعليك ألا تقبل دعوة من يدعوك إلى التكاسل، عن الطاعات والوقوع في المحرمات، وأن تعتبرهم دعاة شر وفتنة يبتلي الله بهم الجهلةَ ونحوهم.


فالعلم بهذه الأشياء هو الأساس الذي تحصل به النجاة، وهذا علاج سهل ويسير، وهو بحمد الله في بلادنا متيسر، وأسبابه متوافرة ومن هذه الأسباب:


حلقات العلم، فهناك حلقات علم للعلماء يقرؤون فيها في أوقات فراغهم فتتعلم فيها العقيدة والأحكام و المواعظ ونحو ذلك، فلا تعتمد على دراستك النظامية التي تتلقاها في المدارس فقط، فإنها في الغالب لا تعطي الدروس حقها:


وكذلك هناك وسيلة أخرى هي البحث والسؤال: فهناك العلماء عليك أن تتصل بهم سواء هاتفيًا أو مباشرة لتحصل على العلم المفيد والصحيح بواسطتهم.


وهناك أيضًا كتب أهل العلم التي طبعت وحققت، وتحقق من صحتها وثبوتها إلى مؤلفيها الذين هم علماء بالله، أجلاء تجدر الثقة بأقوالهم، عمدتهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتحصل على هذه الكتب وتحفظها أو تتأملها، وتستعين على قراءتها بشروحها المأمونة التي لا يدخل فيها شيء من المحدثات ونحوها، وبذلك تسلم عقيدتك، ويسلم علمك ولا يكون في علمك شيء من الدخن.


واحذر أن تخلط العلم الصحيح بعلم غير صحيح، لأنه توجد كتب كثيرة للمبتدعة، وكتب للرافضة، وكتب للأشاعرة، وكتب للمعتزلة، وكتب لهؤلاء وهؤلاء، وهي كتب علاماتها واضحة، وما عليك إلا أن تعرف صاحب هذا الكتاب رافضيًا أو معتزليا، أو أشعريًا ونحو ذلك فإنك تحذره ولا تقرأ فيه، وإذا جهلتهم فعليك بسؤال العلماء عن الكتب الصحيحة من الكتب غير الصحيحة، وبذلك تصبح إن شاء الله عالمًا بالله، وبالعلم بالله تحصل النجاة من هذه الفتن وهذه الشرور.









رد مع اقتباس