منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بعض الدعاة يقولون لا ينبغي الرجوع إلى العلماء في السعودية لأن مجتمعهم مختلف عن مجتمعنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-07, 17:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابن القيِّم رَحِمه الله تعالى فَصْل في تغيُّر الفَتوى واختلافها بحَسَب تغيُّر الأزمِنة والأمكِنة والأحوال والنيَّات والعوائد
هذا فَصْل عَظيم النَّفْع جِدًّا وَقَع بسبب الجَهل به غَلَط عظيم على الشريعة أَوجَبَ مِن الحَرَج والمَشقة وتَكليف ما لا سَبيل إليه ما يُعلَم أن الشريعة الباهرة التي في أَعلى رُتَب المصالح لا تَأتي به ، فإن الشريعة مَبناها وأساسها على الحِكَم ومَصالح العباد في المَعاش والمَعاد ، وهي عدل كلها ورَحمة كلها ومَصالح كلها وحِكْمة كُلها فكل مَسأَلة خَرَجت عن العدل إلى الجَوْر وعن الرَّحمة إلى ضِدها وعن المَصلحة إلى المَفسَدة وعن الحِكمة إلى العَبَث فليست من الشريعة وإن أُدخِلت فيها بالتأويل فالشريعة عَدْل الله بين عِباده ورَحمته بين خَلْقه وظِلّه في أرضه ، وحِكمته الدالَّة عليه وعلى صِدق رسوله صلى الله عليه وسلم أَتمّ دَلالة وأَصدقها وهي نُوره الذي به أَبصر المُبصِرون وهُداه الذي به اهتَدى المُهتَدون وشِفاؤه التام الذي به دَواء كل عَليل وطَريقه المُستقيم الذي مَن استَقام عليه فقد استَقام على سَواء السبيل فهي قُوّة العُيون وحياة القلوب ولَذَّة الأرواح فهي بها الحياة والغِذاء والدواء والنور والشِّفاء والعِصمة وكل خير في الوُجود فإنما هو مُستفَاد منها
(الجزء رقم : 16، الصفحة رقم: 14)
وحاصِل بها وكل نَقْص في الوُجود فسَببه من إضاعتها ولولا رُسوم قد بَقِيت لخَرِبت الدنيا وطُوِي العالم وهي العِصمة للناس وقِوام العالم . وبها يُمسِك الله السماوات والأرض أن تَزولا فإذا أَراد الله سبحانه وتَعالى خَراب الدنيا وطَيّ العالم رَفَع إليه ما بَقِي من رُسومها فالشريعة التي بَعَث الله بها رسوله هي عَمود العالم وقُطب الفَلاح والسعادة في الدنيا والآخِرة .
ونحن نَذكُر تَفصيل ما أَجمَلْناه في هذا الفَصل بحَوْل الله وتَوفيقه ومَعونَته بأمثِلة صَحيحة .










رد مع اقتباس