منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أثر صحة العقيدة في صلاح الأمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-02, 23:37   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
الأرض المقدسة
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم وبعد :
من فهم حديث رسول الله - عليه السلام - في قوله : خلق الله أدم على صورته طوله ستون ذراعا . - أن الضمير في قوله صورته راجع الى الله - تعالى - فقد خالف الفهم الذي تقتضيه اللغة فارجاع الضمير في صورته الى الله - تعالى - يفهم منه أن الله طوله ستون ذراعا - وهذا محال من القول - سبحانك ربي - فالله أجل واكبر من ان يوصف طولا- بستين ذراعا - كما أن اللغة العربية لا تخدم من ذهب هذا المذهب - فارجاع الضمير يكون الى اقرب مذكور كما قرره أهل اللغة - وادم - عليه السلام - هو الأقرب - في هذا الحديث - للفظ الصورة - وعندما نقول خلق الله أدم على صورته طوله ستون ذراعا - أي خلقه على صورته أول ما خلقه - بمعنى أنه خلقه رجلا على هيأته - لم يمر بمراحل التكوين من الصبى الى البلوغ الى الشباب - وخلقه بيده سبحانه - قوله ستون ذراعا وصف للطول الذي خلق عليه أدم - و يشهد لهذا الفهم - أي لرجوع الضمير في الصورة الى أدم - لا الى الله - سبحانه - قوله عليه السلام : خلق الله آدم على صورته: طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك: فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم: فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: "ورحمة الله" فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن
- فقوله عليه السلام : فكل من يدخل الجنة على صورة أدم - يفهم منه ان الصورة الأولى المذكورة اريد بها صورة ادم - فهنا عليه السلام يخبرنا أن أهل الجنة على صورة أدم أول ما خلق - ثم قوله لم يزل الخلق ينقص بعد حتى الأن - تكلم عن الطول الأول لأدم بأنه ينقص الى الأن - أي الخلائق تتناقص طولا - فهو عليه السلام - من جهة - أثبت الصورة لأهل الجنه انها على صورة أدم أول ما خلق وبين أن الخلائق تتناقص في حياتنا الدنيا حتى وصل بنو أدم للأطوال التي نحن عليها اليوم - أما من أدعى أن الضمير الأول اي الصورة ترجع الى الله - و الضمير في الطول يرجع لأدم - فقد خالف ما تقتضيه اللغة العربية ويحتاج للدليل في ما خالف فيه - والله تعالى أعلم .










رد مع اقتباس