أوّلا- عندما نتناقش بخصوص مرحلة التسعينات يجب أن نتجرد من ميولاتنا الذاتية وأن نتجرد للحق وللتاريخ ؛ فالميولات الشخصية والذاتية والحزبية والمذهبية عامل تزييف وتزوير للحقائق.
وبالتالي بأي حق تسقط وصف الخوارج على الجبهة الإسلامية وأنصارها ؟ وعلى من خرجوا ؟ فهل وقعت بيعة شرعية من الأصل لنظام الافلان حتى نتحدث عن خروج وخوارج ؟ فلا يكون "خروج" ولا نتحدث عن "خوارج" إلا إذا انعقدت بيعة شرعية لحاكم ؛ ولا نصف أحدا بالخارجي أو قوما بالخوارج إلا إذا انعقدت في أعناقهم بيعة لحاكم ؛ فقل لنا متى انعقدت هذه "البيعة الشرعية" في الجزائر حتى تصف مخالفيك باالخوارج ؟
ثانيا- إذا اعتبرنا أن الرئيس الشاذلي كان ولي أمر ؛ فليست الجبهة الإسلامية ولا أنصارها هم الخوارج ؛ بل الإنقلابيون الذين قادوا الإنقلاب على الشاذلي بن جديد ؛ والذين تدخلوا فأوقفوا المسار الإنتخابي وانقلبوا على إرادة الشعب هم الخوارج.
والعجيب عندك هو جرأتك على تزوير التاريخ وقلب الحقائق إلى حد قبلها ؛ فاصبح عندك الخارجي هو "علي بن أبي طالب" و أصبح من يتصف بالشرعية والمشروعية ممن انتخبه الشعب "خارجيا"..
سبحان الله !!!
ثالثا - الشهادة التي جئت بها لا تبريّ السعودية بل تورطها ؛ فبعد ما جرى مما سمي "المصالحة الوطنية" لم يعد النظام يصف فترة التسعينات بالإرهاب ؛ بل سمّاها وفي وثائق رسمية للدولة الجزائرية بـ "المأساة الوطنية" ؛ وهذا يعني اعتراف من الدولة ذاتها بإدانة المسار الإنقلابي الذي انتهجه البعض ؛ وبوتفليقة نفسه في خطاباتها في عهدته الأولى كان يصف ما جرى في الجزائر بـ "الحرب الأهلية" وقال في خطاب له أنه لو كان شابا في العشرينات وشهد ما جرى في الجزائر لحمل السلاح صعد الجبل .
هذه المقدمة تترتب عنها أن السعودية كان عامل إيغال في دماء الجزائريين ؛ وأنها كانت تدعم تقتيل الشعب من خلال دعمها للإنقلابيين المجرمين الذين صادروا إرادة الشعب ؛ وأنها صبت الزيت على النار واضافت البنزين على النار من خلال دعمها لنظام علماني انقلابي ؛ تماما كما تقف اليوم مع السيسي .
ولست أدري كيف أنكم تزعمون أن النظام السعودي هو نظام سلفي وأنتم أنفسكم تعترفون أنه يدعم العلمانية والعلمانيين ويحارب الإسلاميين بالمال والسلاح ؛ فاي سلفية هذه بالله عليك ؟
رابعا - مادام الإنقلاب هو خروج على ولي الأمر ؛ وسعوديتك دعمت الإنقلابيين ممثلين في خالد نزار وزمرته ؛ فسعوديتك إذن دعمت الخوارج في الجزائر وأيدت الإنقلابين وسياستهم الإنقلابية الإستئصالية. فهي شريكة في المسؤولية عن الدماء التي سالت في الجزائر.