منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - آداب الحوار
الموضوع: آداب الحوار
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-23, 23:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
dz_roi
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي آداب الحوار



آداب الحوار

V
للحديث مع الغير في الإسلام أصول وآداب، ينبغي للمسلم مراعاتها حتى يكون المرء ملتزماً حدود الله، عاملاً في مرضاته، متجنباً مساخطه. فما أكثر عثرات اللسان حين يتكلم، وما أكثر مزالقه حين يتحدث.

وقد قال الله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً). الإسراء ، الآية :53 .
فكم من حوار بين زوج وزوجته لم يراع فيه أصول الحوار وآدابه كانت نهايته الطلاق؟!

وكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين المرء وصاحبه فكانت عاقبته الفراق؟

فمن آداب الحوار:

1- أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير:

قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أن إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). النساء، الآية : 114

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".

2- البعد عن الخوض في الباطل:

والمراد بالباطل كل معصية..



3- البعد عن المماراة والجدل:

كم من القلوب تشتت بسبب الجدل الذي لا طائل تحته ولا فائدة من ورائه، ولا يقصد منه إلا إفحام الخصم .. أو التشهير به، وإظهار الخلل في كلامه أو فعله أو قصده، ولذا حثنا ورغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم في البعد عن المراء فقال : "أنا زعيم ببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً".

4- أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً:

يخاطب الوالدين بالتوقير والإجلال، والرحمة وخفض الجانب لهما، قال تعالى: (فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. الإسراء )، الآية : 23

قال عطاء: "أي ليناً لطيفاً، مثل يا أبتاه ويا أماه، من غير أن يسميهما أو يكنيهما، وقال أبو البداح: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله (وقل لهما قولاً كريماً) ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ".

5- البعد عن عبارات المدح للنفس أو للغير إلا لمصلحة وبالضوابط الشرعية:

يكثر في مجالس النساء الحديث عن النفس وتزكيتها، فهناك بعض الأخوات لو أرادت أن تحصي عدد تكرارها لـ"أنا" في المجلس الواحد لما استطاعت أن تحصيه .. وهذه خصلة ممقوته منهي عنها.

وقال تعالى فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). النجم ، الآية : 32.
وتزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالباً، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فإن وجد ما يقتضي تزكية النفس إما للتعريف وإما لتوضيح الأمور المبهمة، وإما لدفع تهمة أو غيرها في الأمور المشروعة فإن التزكية جائزة .. .

· أخطاء يكثر وقوعها في الحوارات الأسرية:
ومن خلال الحوارات التي تجري داخل البيوت يجد المرء أخطاء كثيرة، تذهب بفائدة الحوار، وتبطل أثره في النفوس، بل وربما جلبت الشقاق والنزاع والخلاف وأورثت البغض والحقد والكراهية، ومن هذه الأخطاء:

1- الحوار في ظروف غير مناسبة:

لكي يكون الحوار مؤثراً في النفوس، ومحققاً للأهداف التي يراد الوصول إليها، لا بد أن يتحين المرء الأوقات الملائمة، والأمكنة المناسبة، فلكل مقام مقال .. وعلى سبيل المثال:

(一) تخطئ الزوجة التي تفتح باب الحوار (بل باب المشاجرة) مع زوجها وهو غضبان؛ ولذلك قال أحد الرجال قديما يوصي زوجته:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنقريني نقرك الدف مرة

فإنك لا تدرين كيف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى
ويأباك قلبي والقلوب تقلب
فإني وجدت الحب في القلب والأذى
إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب!
ولما دخل أبو الدرداء رضي الله عنه على زوجته قال لها: إذا رأيتني غضباناً فرضيني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لا نعيش بعد اليوم أبداً!!

(ب ) تخطئ الزوجة التي تفتح مع زوجها حواراً تطلب منه أشياء تريدها عند دخوله للبيت بعد فترة غياب في العمل لا تدري كيف قضاها الزوج!

( ج ) يخطئ الزوج الذي فتح باب الحوار لتقويم زوجته أمام الأهل والأولاد والأقرباء.

2- الاستئثار بالكلام:

هناك بعض الأزواج لا يدع مجالاً للمحاورة داخل الأسرة، سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أختاً إما لعرف خاطئ أو لتكبر في نفسه واعتداد بذاته وغرور برأيه. وإما لاحتقار واستصغار للمقابل..

ويتولد عن هذا الخطأ: البغض أو الكره للزوج أو العزلة عنه أو عدم القناعة بما يمليه عليهم، فإذا حضر الزوج التزم أهل البيت – على مضض- بما يريد وإذا خرج عادوا إلى ما يريدون بعد أن يحمدوا الله على خروجه!!









 


رد مع اقتباس