منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أحوال السلف عند قراءة القرآن العظيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-11, 22:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
houssem zizou
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية houssem zizou
 

 

 
إحصائية العضو










B8 أحوال السلف عند قراءة القرآن العظيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





أحوال السلف عند قراءة القرآن العظيم






فصل: فاءدا شرع في القرآن فليكن شأنه الخشوع و التدبر عند القراءة، و الدلائل عليه أكثر من أن تحصر، و أشهر و أظهر من أن تدكر، فهو المقصود و المطلوب، و به تنشرح الصدور، و تستنير القلوب قال الله عز و جل: ((أفلا يتدبرون القرآن)) [النساء: 82] و قال تعالى: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) [ص: 29].

و الأحاديث فيه كثيرة، و أقاويل السلف فيه مشهورة، و قد بات جماعات من السلف يتلون آية واحدة و يتدبرونها و يرددونها الى الصباح، و قد صعق جماعات من السلف عند القراءة ، مات جماعات منهم حال القراءة.

روينا عن بهز بن حكيم: أن زرارة ابن أوفي التابعي الجليل رضي الله عنه أمهم في صلاة الفجر فأمهم حتى بلغ: ((فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير)) [المدثر: 8 ،9]
خر ميتا، قال بهز فكنت فيمن حمله.

و قال السيد الجليل دو المواهب و المعارف ابراهيم الخواص رضي الله عنه: (دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بتدبر، و خلاء البطن، و قيام الليل، و التضرع عند السحر، و مجالسة الصالحين).


فصل: في استحباب ترديد الآية للتدبر: قد قدمنا في الفصل قبله الحث على التدبر، و بيان موقعه، وتأثر السلف به. و روينا عن أبي در رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه و سلم بآية يرددها حتى أصبح. و الآية: (( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) [المائدة: 118] رواه النسائي و ابن ماجة.

و عن تميم الداري رضي الله عنه: أنه كرر هده الآية حتى أصبح ((أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)) [الجاثية: 21]

و عن عباد بن حمزة قال: دخلت على أسماء رضي الله عنها و هي تقرأ: ((فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ )) [الطور: 27] فوقفت عندها فجعلت تعيدها و تدعو، فطالت علي دلك، فدهبت الى السوق، فقضيت حاجتي، ثم رجعت و هي تعيدها و تدعو.

و روينا القصة عن عائشة رضي الله عنها.

و ردد ابن مسعود رضي الله عنه: ((رب زدني علما)) [طه: 114] وردد سعيد ابن جبر: (( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)) [البقرة: 281]، و ردد أيضا: ((إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ)) [غافر: 70، 71] و ردد أيضا: ((ما غرك بربك الكريم)) [النفطار: 16]. و كان الضحاك ادا تلا قوله تعالى: ((لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل)) [الزمر: 16] يرددها الى السحر.



*من كتاب النووي رحمه الله*
*التبيان في آداب حملة القرآن*








 


رد مع اقتباس