منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز امازيغ جزائريون يدافعون عن العربية و عن اصول الامازيغ العربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-22, 18:45   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


الشيخ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي الميزابي الامازيغي و حبه للغة العربية و القومية العربية
عميد الصحافة في الجنوب الجزائري






بين كوكبه من أعلام الفكر القومي (العربي - الإسلامي) يحتل المفكر الجزائري الشاعر الصحفي (أبو اليقظان) مكانة معتبرة، لنضاله بالكلمة الشجاعة على الجبهة الإعلامية، مقارعا قوى البغي الاستعماري الفرنسي، بمقالاته وبشعره، في صحفه العربية المتلاحقة في صدورها وانتشارها، فلا تكاد تسقط واحدة شهيدة حتى تخلفها أخت لها حاملة الراية نفسها، بالعزم والإصرار الذي لا يلين أمام قمع القوات الاحتلالية، وهي تصادر هذه الصحيفة، وتمنع ثانية، وتخنق ثالثة، وتلاحق ناشرها ذا الصوت القومي والقلم العربي، والموقف النضالي، الذي لا يساوم ولا يهادن، فيثبت في الخندق حتى آخر ما في (الجعبة) من طاقة، وإمكانيات.‏

عالم جليل وصحفي بارع , كان رائدا من رواد الصحافة العربية والإسلامية في الجزائر عموما وفي جنوبه خصوصا . عرف بإيمانه القوي بأهمية الكلمة الصادقة، وأهمية العمل الصحفي في تنوير العقول وترقية الذوق العام وقد سجل له التاريخ تحديه المتواصل للآلة الاستعمارية البطشية ، حتى انه أصدر ثماني جرائد واحدة تلو الأخرى، كلما أغلق له الإستعمار واحدة إلا وبادر وأصدر الثانية التي ترثها في صلابة الموقف وقوة الفكرة . وكان الشيخ يتميز بورع صادق وعفاف مخلص , لا يكف عن التضرع لله تعالى والابتهال إليه آناء الليل والنهار , ذا شخصية قوية في الحق , صلبة في المبدأ
كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس يصف الشيخ أبي اليقضان قائلا:"ممن قرأوا العلم للعمل والتفكير وأشربوا في زمن التعلم حب الاطلاع للنهوض... آب إلى الجزائر بمعارف صحيحة وخبرة واسعة ورغبة صادقة في خدمة الدين والوطن، فأسس جريدة وادي ميزاب الغراء... بحق يعد ركنا من أركان نهضتنا الفكرية والإصلاحية وزعيم الناهضين من إخواننا الميزابيين، وهو في سبيل هذا يتلقى الأذى القولي والفعلي من خصوم عديدين ومتنوعين". وهذه وحدها شهادة كافية من الشيخ الرئيس لعميد العمل الإعلامي في صحراء الجزائر تنبأ عن المعدن الخاص والنفس القوية التي تسكن جواب الشيخ إبراهيم.
ولد إبراهيم أبو اليقظان بن الحاج عيسى بمدينة القرارة في الجنوب الجزائري ليلة الاثنين 29 صفر 1906 هـ (5 نوفمبر 1888م) , فقد أباه في رجب 1307هـ , زاول تعليمه الابتدائي بالقرارة عن الحاج عمر بن يحيى , واستظهر القرآن أمام الشيخ الحاج إبراهيم بن كاسي إمام المسجد عام 1323 هـ (1905م) , و انتقل إلى آت ايسجن عام 1325هـ (1907م) ليتعلم عن الشيخ محمد بن الحاج يوسف طْفــيـش , سافر بعدها إلى تونس حيث التحق بجامع الزيتونة سنة 1912م فتولّى رئاسة البعثة الدراسية فيها حتى سنة 1925م ممارسا الكتابة والنشاط الطلابي , وأخذ العلم عن الشيخ عبد العزيز جعيط والشيخ الطاهر بن عاشور في جامع الزيتونة , وغيرهما في المدرسة الخلدونية , وفيها أعد عدته للدخول في الصحافة , إذ كانت أول مقالاته في جريدة الفاروق , لصاحبها عمر بن قدور سنة 1913م . وفي سنة 1914 ترأس أول بعثة علمية جزائرية إلى تونس .
وفي سنة 1920م , كان عضوا بارزا في الحزب الدستوري التونسي , و تربطه بزعيمه عبد العزيز الثعالبي صداقة شخصية .
وفي عام 1925م عاد إلى الجزائر لممارسة العمل والنضال بقلمه ولسانه في الصحافة، فأصدر في هذا المضمار ثماني جرائد عربية، خلال ثلاث عشرة سنة (1926- 1939م) أي منذ عودته إلى الجزائر حتى إعلان الحرب العالمية الثانية صادرها الاستعمار الفرنسي واحدة تلو الأخرى لما تشكل عليه من خطر وتلك الجرائد هي :
• جريدة وادي ميزاب : وكانت فاتحة جرائده صدر عددها الأول في أول أكتوبر 1926م , وجاء فيها أنها جريدة وطنية إسلامية والتي اعتبرها لسان حال الفكر الإسلامي عموما والجزائري خصوصا , كانت تحرر وتوزع في الجزائر ولكنها تطبع في تونس , وأصدر 119 عددا طيلة 26 شهرا.
• جريدة ميزاب : صدر منها عدد واحد يوم 25 يناير 1930م .
• جريدة المغرب : صدر منها 38 عددا وصدرت سنة 1930م .
• جريدة النور : صدر منها 78 عددا وصدرت سنة 1931م .
• جريدة البستان : صدر منها10 أعداد وصدرت سنة 1933م .
• جريدة النبراس : صدر منها 6 أعداد صدرت سنة 1933م .
• جريدة الأمة : صدر منها170 عددا وصدرت سنة 1933م .
• جريدة الفرقان : صدر منها 6 أعداد وصدرت سنة 1938م .
وفي فبراير من العام 1931م أنشأ المطبعة العربية بالجزائر العاصمة فكانت جرائده تطبع فيها , وهو أول وطني جزائري يؤسّس مطبعة وطنية حديثة في الجزائر.
وفي سنة 1931م انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين , وفي سنة 1351هـ (1932م) انتخب عضوا في مجلس إدارة جمعية العلماء , وعين نائبا لأمين المال العام . وفي العام 1936م انخرط في حلقة العزابة بالقرارة .
نشر في أكثر من جريدة ومجلة (زيادة إلى جرائده) منها الفاروق والإقدام في الجزائر والمنير والإرادة في تونس والمنهاج في القاهرة , ولقب بعميد الصحافة الجزائرية , لما قدمه من منفعة للصحافة , و لما جاهد بقلمه ضد الإستعمار الفرنسي .
وإلى جانب اهتمامه بالصحافة فقد كان شاعرا من فحول الشعر الوطني والإسلامي، وفي هذا المقام نذكر مقاطع من قصيدته التي قالها بمناسبة وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا في 26 مارس 1962.


بشرى لمغربنا فقد دنت ------- بجهادنا، بقطوفها الأثمار
بشراك يا لغة العروبة لم يكن ------- من بعد هذا للقيود قرار
فلأنت صاحبة البلاد وإن هم ------- لحقتك منهم بيننا أضرار
فلينطلق ذلك المقيّد إذا بدا ------- فجر السلامة، وانتهت أكدار


وبهذا الحسّ الوطني الثوري نفسه طعّم (أبو اليقظان) قصيدته الإخوانية إلى أمير شعراء المغرب العربي (محمد العيد آل خليفة) معلنا ارتباط الهمّ الوطني بالهمّ الشخصي لدى الأدباء الشرفاء الذين يعيشون أفراح أمتهم الكبرى والصغرى معاً وأتراحها، بوجدانهم، وبكل مشاعرهم، فأضاف في شهر (أبريل) من سنة (1962م) مخاطباً الشاعر (محمد العيد):


هيّا بنا يا عندليب لنسمعن ------- صوت العروبة من ربى الصحراء
وتعال نرفع للجزائر ذكرها ------- ولواءها، ورسالة الشعراء


و ربما جاز أيضا القول بأن شعر أبي اليقظان في الثلاثينات، قد شمله تطور أشمل في الخمسينات، وذلك تحت وطأة ظروف وعوامل عديدة، وهو ما يعطي لمعنى الوطنية في فكره بعدا أعم وأشمل ولكن حتى هذه الأطروحة تبطلها الحقائق التاريخية، ففي ربيع الثاني من عام 1353 الموافق لجويلية 1934 نجد أبا اليقظان يتغنى بالوطنية بمفهومها الجزائري الشامل، وذلك من خلال قصيدته في مهرجان جمعية العلماء التي جاء فيها :

أهزار الـروض غـرد *** بنشيـد الوطنــية
أحمـام الأيـك غنـ *** ن لحـيـاة العربـيـة
ثم قـولـي إننا في *** الـمجـد قـدمـا أخـويه
نحـن فـي الآلام *** والـآمال والفـصحـى سويه
كيـف لا تزهـو الجزا ئـر *** بالحـمـيا البابليـه
وبنـو مازيـغ مع *** أبـناء قحطـان الفـتيـه
أصبحوا في ردهـة النـادي *** على أحسـن نيه


وتأخذ الوطنية بعدا آخر أعمق وأدق في قصيدة أبي اليقظان "هذي الجزائر" حين يقول على الخصوص:

يـا صائـغين من الجزائر أمة *** تبغـي لهـا بين السماك قصورا
روضوا النفوس على الوئام *** وألجموا صدع القلوب وأفعموها النورا


إلى أن يقول:

هذه الجزائر تصطلي نار الشقا *** تدعو بها بين الأنام ثبورا
هذه المساجد أغلقت عن أهلها هذي *** المدارس لا تزال قبورا
أما صحافتها النزيهة ألجمت *** فغدا بذلك حقها مهدورا
أما العروبة فهي ضيف ثاقل *** يستوجب التضييق والتحجيرا
والمصلح الداعي إلى الله العظيم *** يرى مضلا يلزم التكفيرا
والحر يطرد من هناك وها هنا *** كاللص أصبح في الورى محذورا
هذا قليل من كثير أوجبت *** سود الليالي تركه مستورا


سجّل الشاعر هذه الإرادة والأشواق بروح الفتوة والشباب وهو الذي بات في الرابعة والسبعين من العمر، كله آمال لا تقف أمامها حدود في عزة (الجزائر) وتقدم الأمة الإسلامية وازدهارها.
أصيب بمرض الشلل في جنبه الأيسر في رمضان 1376هـ (أبريل 1957م) , فألزمه الفراش إلى أن توفي في القرارة يوم الجمعة 29 صفر 1393هـ (30 مارس 1973م) .
قد حمل ديوانه آماله، وهمومه الوطنية والقومية والشخصية، كما صور تجارية وعكس شخصيته بكلّ أبعادها، خصوصاً منها الجانب الإنساني، مثلما عكست مقالاته الصحفية شخصيته الإصلاحية، وجهوده المختلفة، في (الإعلام الوطني) الشعبي أثناء الاحتلال الفرنسي، كما عبّرت عن ميوله القومية والوطنية عناوين جرائده، ومن أهمّها دلالة على ذلك "النبراس" "الأمة" و"الفرقان".‏
فيقدر ما هي صحف وطنية عروبية بلغتها وفكرها، واتجاهها هي إسلامية بقضاياها، وحتى بعناوينها نفسها ذات التعبير الدقيق عن الهوى الإسلامي كجوهر لهواه العروبي.‏
جهد (أبي اليقظان) و(جهاده) بالكلمة يجعله من (أعلام الفكر) القومي، غير أن التعتيم على الرجل أبقاه (مغموراً) بعد (فجر الاستقلال) فلم أعلم أنه حظي بدراسة منصفة لفكره وتراثه، ولا في رسالة (ماجستير) ولا في أطروحة (دكتوراه) كما حظي سواه، ممن قد لا يستحقون ذلك.. فهل في مقدور هذه الكلمة المتواضعة أن تسهم بشيء يسير جداً، في إنصاف الرجل الذي وهب في خدمة أمته العربية، شبابه، وجهده، بالرأي، والكلمة، وانتهى إلى صمت مطبق، كشأن معظم المجاهدين والشهداء الميامين، ويبقى الجزاء الأوفى عند ربّ العالمين، منصف كل العاملين المخلصين الجادين.‏


من مؤلفاته


تفرّغ للتأليف بعد انقطاعه عن الصحافة ، ترك للمكتبة العربية والإسلامية أكثر من ستين مؤلفا بين كتاب ورسالة ، عدا المقالات والأشعار والمذكرات .
• ديوان أبي اليقظان ج1 سنة 1931م .
• وحي الوجدان في ديوان أبي اليقظان (مخطوط) .
• سليمان الباروني باشا في أطوار حياته
• إرشاد الحائرين 1923م - الجزائر بين عهدين الاستغلال والاستقلال (مخطوط)
• تفسير القرآن الكريم ج1 (مخطوط)
• ملحق سير الشماخي (مخطوط)
• سلم الاستقامة (سلسلة فقهية مدرسية)
• فتح نوافذ القرآن 1973م
• رسالة الإسلام و نظام المساجد في ميزاب
• رسالة الإسلام و نظام العشيرة بوادي ميزاب
• أضواء على بعض أمثال القرآن
• مأساة فلسطين
• خطبة العيدين
• أشعة النور من سورة النور
• في الحجاب و السفور
• رسالة تاريخ ميزاب و عوائد أهله
• تاريخ الصحافة العربية الجزائرية
• دفع شبه الباطل عن الإباضية
• عنوان الحضارة في تاريخ القرارة
• طور جديد في الجزائر ووادي ميزاب
• نظام امسطوردان في غرداية
• مشاهد الزيارة في القرارة
• رسالة العزابة
• بيانات واضحة عن الإباضية ووادي ميزاب
• ترجمة الإمام أبي اسحاق اطفيّش
• أفذاذ علماء الإباضية عبر العصور
• تحفة أبي اليقظان للصبيان










آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-11-22 في 19:01.