نقابات الوظيف العمومي تجند قواعدها في 23 ولاية
رُبع مليون عامل يهددون بالاحتجاج في الجنوب
يُلوّح هذه الأيام قُرابة رُبع مليون عامل يشتغلون في منطقة الجنوب والهضاب العليا، بشلّ قطاعات التربية، والتعليم العالي، والصحة، والإدارات العمومية، في حال عدم إسراع الحكومة بالتكفل بمطلبهم الأساسي المتعلق بتحيين منحة المنطقة
على أساس الأجر القاعدي الجديد.
كشف موسى بلكحل، عضو المكتب الوطني المكلف بالتنظيم على مستوى النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سنابست “، في تصريح أدلى به لـ”الخبر” أمس، عن التحضيرات الجارية هذه الأيام لإعادة تنشيط تنسيقية نقابات الوظيف العمومي التي كانت وراء تنظيم حركة احتجاجية واسعة العام الماضي، استغرقت سبعة أسابيع متتالية، ومسّت 23 ولاية تخص منطقة الجنوب والهضاب العليا، حيث أعلن عن انطلاق التنسيق ما بين النقابات السبع المشكلة للتنسيقية، والمتمثلة في نقابتي “إينباف” و”السنابست” بالنسبة لقطاع التربية، ونقابات أعوان الصحة العمومية، والاستشفائيين الأخصائيين، وشريحة شبة الطبي الخاصة بقطاع الصحة، فضلا عن أعوان مختلف الإدارات ممثلين في نقابة مستخدمي الإدارة العمومية “سناباب”، مضيفا بأن “التنسيق هذه المرة سيوسع لنقابات وشركاء آخرين، باعتبار أننا سنُوجه دعوة رسمية إلى كل الفعاليات والهيئات التي تُقاسمنا نفس المطلب المُعلق دون وجه حق منذ سنوات”، على حد قوله. وحسب ذات المتحدث، فإن “مكتب التنسيق سيعقد أول لقاء عمل في غضون الأيام القليلة القادمة، من المقرر أن يُتوّج بإعطاء مهلة زمنية محددة للجهاز الحكومي من أجل الاستجابة للمطلب الأساسي الذي ينادي به حوالي 250 ألف عامل ينشطون في محور ولايات الجنوب والهضاب العليا، والمتعلق باحتساب منحة المنطقة على أساس الأجر القاعدي الجديد بدل الأجر القاعدي الخاص بسنة 1989، مثلما هو جار في الوقت الراهن، الأمر الذي يُعد اعتداء صارخا على حقوق شرعية لمستخدمين يمارسون مهامهم في ظروف مناخية خاصة، بدليل أن الفارق بين أجر عامل بسيط يمارس مهامه في العاصمة، وبين نظيره في تمنراست بأقصى الجنوب الكبير لا يتجاوز 600 دينار فقط”.
وحذّر بلكحل من الوقوع في فخ الاستهتار بالانشغالات الشرعية لهذا الكم الهائل من العمال، على غرار ما حدث العام الماضي، عندما تلكأت الحكومة في معالجة الملف لمدة سبعة أسابيع كاملة، تمخّضت عنها اضطرابات كبيرة قبل أن ترضخ لبعض المطالب المرفوعة، والمتمثلة أساسا في تحيين منحة الامتياز، مضيفا بأن “التنسيقية تجنح إلى تفادي الإضراب، غير أنها ستجد نفسها مضطرة إلى الاحتجاج في حال عدم إيجاد آذان صاغية وقرارات ملموسة تنهي معاناة تدوم منذ سنوات طويلة”.
ويتمسك عمال الجنوب في مجملهم بتحقيق هذا المطلب الذي سينعكس بشكل آلي على عامة المستخدمين، بغض النظر عن تصنيفهم، وذلك خلافا لمنحة الامتياز التي استفاد منها في منطقة الجنوب الكبير العمال المُصنفون ابتداء من الدرجة 8، ونظراؤهم في الجنوب المتوسط انطلاقا من الدرجة 11 والدرجة 11 فيما يخص مستخدمي الهضاب العليا.