تقدم طعنا أو طعونا للإدارة بعينها أو لوزير لا أدري ماذا : مرفوض مرفوض مرفوض. والله إن رفعت طعنك إلى محكمة العدل الأوروبية أو محكمة حقوق الإنسان الأوروبية سيرفض لأن حتى الدول الأوروبية هي اليوم تجري وراء الصناديق السوداء (هي صناديق أموال و سندات ذات فوائد تخصصها الدولة لمكافحة الهزات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية فقط في الجزائر) لأنها تحتاج إليها. فإذا رفعت طعنك و صوتك و طالبت بحقك فهل سيساوي ملايير الدولارات التي تنفقها الدولة على أوروبا عشيقها و الصفقات التي تبرمها معه جزافا و بدون أية فائدة ترجى تعود على البلد (كصفقات التمويل بالغاز و النفط و باليد العاملة من هؤلاء الشباب الذين تمارس عليهم السلطات شتى أصناف و ضروب الإذلال و الخنوع جبرا لهم على الالتحاق بالعبودية هناك).
الفتن كثيرة في الجامعة الجزائرية و لم أرى أحد يحرك ساكنا أو يقدم صالحا (و أقصد بالآحاد المسؤولين): فتنة النظام العالي الجديد لـ مـ ـد الذي تسعى الدولة منذ وضعه على تأليب أتباعه على النظام الكلاسيكي، فيصرخ الطلاب كيف لحامل شهادة ليسانس أو ماجستير نظام قديم أن يفوق حامل نفس الشهادات في النظام الجديد، و في حقيقة الأمر أسأل: كيف لدولة تسعى (كما يروج له) إلى ترقية العلم و التفوق في هذا المجال السماح لحامل الشهادة الجامعية بالتكوين المتواصل أن يسجل بالجامعة في نظام لـ مـ ـد ؟ أهو النظام الذي سيصنع جزائر العلم ؟ الجزائر كلها ستعود دكاترة في المستقبل القريب و لكنهم دكاترة لا يقبلون التصدير. هذه التحديات ستواجه وزارة التعليم العالي في المستقبل. فهَوِنُوا على حالكم لأن هذه السياسة ستُنْسَف في القريب.
بخصوص الطعن، أقول: استفد من الوقت الذي ستضيعه في تحضير الطعن و الجري وراء كذا و كذا و القلق الذي سيصاحبه، و صدقني إن الجامعة تعاقب على الطعن في محاضر إجراء المسابقات و لكنها تعاقب على خرق ميثاق الطالب و لست أدري ... العلم و الأستاذ و كل ذلك الرطين. و فقط من باب المرح حتى تهون على نفسك "زانته" : دخل طالب في علم الاجتماع بدافع الرغبة و الفضول إلى مستشفى المجانين فبدأ يتجول في الأروقة و يسمع و يرى ما لم يشاهده قط، فسأل أحد الأطباء هناك : يبدو أن الأمور في هذا المكان غير مألوفة (شاذة) ؟ فابتسم الطبيب و قال له : لا بل إن هذه الأمور هي مألوفة في هذا المكان. فأسألك : هل ما حدث لك من الغرائب و العجائب التي تحدث في ذلك المكان (الجامعة) ؟