منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الطريق الى بيت المقدس..(( الجزء الأول )) ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-14, 20:10   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
¤*~فراشة الأمل~*¤
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ¤*~فراشة الأمل~*¤
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



صفحات مطوية من تاريخ بيت المقدس ...

بقلم / الدكتور / جمال عبد الهادي....


المــبحث السادس : بلاد الشام عامرة بالانبياء والمسلمين على عهد زكريا ويحيى- عليهما السلام...

ظلت أرض الشام- بما في ذلك بيت القدس- في الفترة الزمنية الممتدة من عهد سليمان عليه السلام إلى زمن بعثة عيسى عليه السلام ورفعه إلى السماء عامرة بسلالات من الأمة المسلمة من بني إسرائيل التي حرص الشيطان على اجتيالها عن دينها.

ومن رحمة الله عز وجل أن جعل في بني إسرائيل (1) (النبي المسلم) ملوكًا وأنبياء ورسلا مسلمين ، ومن هؤلاء زكريا ويحيى وعيسى- عليهم السلام- وأخبار هؤلاء الأنبياء- عليهم السلام- مبسوطة في القرآن الكريم (3) وحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمصادر الإسلامية الأخرى (2).

وتعرض لنا المصادر صورة لانحرافات بني إسرائيل عن الإسلام، وقد اتسعت زاوية انفراجها، فكانوا يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ، وكانوا يسفكون دماء بعضهم البعض، ويقتلون النبيين بغير الحق، ولا يتناهون عن فعل المنكرات ، ومع ذلك فقد تغمدهم الله برحمته عسى أن يعودوا إلى ربهم وإسلامهم ، ومن هذه الرحمات بعثة عيسى (4) عليه السلام (منتصف القرن السابع قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بني إسرائيل على أرض فلسطين، حول المسجد الأقصى..

وكان بيت المقدس وكذلك أرض الشام كلها قد وقعت في قبضة الاحتلال الرومي منذ عام 64 و 63 قبل ميلاد المسيح عليه السلام.

وهكذا نلاحظ أن أرض فلسطين لم تتعرض للغصب في القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) فقط، بل إنها وأرض سوريا كانت مبتلاة بالغزو الأجنبي منذ زمن بعيد، ولعل حدوث ذلك الغزو كان نتيجة لانحراف أهل تلك البلاد من المسلمين ، فكان لابد أن تعمل فيهم سنة من سنن الله الكونية الثابتة:وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (5)

ولعله من باب تسليط الله الظالمين على الظالمين:وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (6)




المبــحث السااابــــع عيسى عليه السلام وبيت المقدس


ولد عيسى عليه السلام وبعثت على الأرض التي بارك الله فيها للعالمين(بيت المقدس) والتي إليها نجى الله جده إبراهيم عليه السلام ، والتي عليها درج إسحاق ويعقوب وداود وسليمان- عليهم السلام.

وقد بعث الله إلى قومه الذين كان الشيطان قد نجح في اجتيالهم عن دينهم: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (7)

وعيسى عليه السلام نبي مسلم، وإلى الإسلام دعا: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (8)

وفى الحديث عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء أخوة لعلات ، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد" (9)

وقد بعث عيسى عليه السلام على أرض الشام ، وكان الروم (الأوربيون) قد اغتصبوها واحتلوها قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بسبعة وسبعين عامًا وستمائة تقريبًا .

لقد كانت الفرصة متاحة لأهل الشام بعد بعثة عيسى عليه السلام لكي يعودوا إلى الله عز وجل ، ويعلنوا توبتهم وإنابتهم وإيمانهم برسول الله عيسى عليه السلام واستسلامهم الكامل لله رب العالمين، وينطلقوا لتحرير المسجد الأقصى من يد الروم المحتلين.

ولكنهم أصروا على ذنوبهم ومعاصيهم، وعلى موقفهم المعادى لأصحاب الرسالات, متعاونين في ذلك مع المغتصب الأجنبي، ممثلاً في دولة الروم التي كانت تحتل الشام كلها بما في ذلك بيت المقدس (11)..



معالم بارزة ترسيها سيرة عيسى عليه السلام على أرض الشام في ظل الاحتلال الأوربي (الرومي):

إن المستعرض لأحوال المجتمع المقدسي قبل بعثة عيسى عليه السلام يرى عجبًا، يرى ذراري المسلمين الذين يزعمون أنهم ينتسبون إلى إبراهيم عليه السلام وقد كفروا بالله عز وجل ، ومرقوا من دين الله عز وجل ، رغم تعهدهم بالنبوات على مدار تاريخهم، رحمة من الله بهم.

ولذلك كان لا بد- وهذا بإرادة الله- أن تجرى عليهم سنن الله سبحانه وتعالى، ومنها تسليط الظالمين عليهم.

ويدخل في هؤلاء الظالمين الآشوريون والكلدانيون والفرس واليونان والرومان الذين اغتصبوا بيت المقدس فلسطين على مدار فترات طويلة من تاريخها (12)..

ولكن مع هذا الانحراف، فإن رحمة الله قد تداركت سكان المجتمع المقدسي، فبعث الله عز وجل فيهم عيسى يدعوهم إلى الإسلام بمعنى: إفراد الله وحده بالعبادة والكفر بالطاغوت.



إخضاع الحياة لنظام الله وشرعه :

ولكن سكان المجتمع المقدسي رفضوا التحرر من رقبة الطاغوت (ممثلا في الحاكم الرومي وأنظمتهم وقوانينهم) وإفراد الله وحده بالعبادة.

أي أنهم استمرءوا العيش في ظل الاحتلال الرومي ، الذي انتهك حرماتهم، واستخدمهم في تحقيق مآربه ورغباته، ورفضوا دعوة نبيهم عيسى عليه السلام ، بل إنهم شوهوا سمعته، واتهموا أمه بيوسف النجار، لا بل اتهموه نفسه بالكذب والشعوذة (13)، بل واعتبروه ثائرًا متمردًا.


فلا كرامة لنبي في وطنه!!


ووفاءً للمغتصب، وعداءً وحقدًا على أحد أبناء أمتهم الذي ابتعثه الله ليحررهم من العبودية للعباد، ويجعلهم عبيدًا لله الواحد القهار، تولى المنحرفون (المجرمون) من بني إسرائيل عليه السلام مهمته القضاء على صاحب الرسالة (ولكن الله نجاه) وأعوانه الذين أسلموا لله رب العالمين.

وبهذا العمل، مهد أعداء الإسلام لاستمرار اغتصاب الروم لأرض القدس، أي أن أبناء الوطن هم الذين حملوا عن المغتصب الدخيل عبء القضاء على كل صوت يرتفع بتحرير الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين، وإقامة حكم الله عليها.

هذا هو الواقع الآن، إن الكثيرين من أبناء الوطن العربي هم الذين مهدوا لاغتصاب اليهود لأرض فلسطين، وهم الذين يحمون وجودهم ، وهم الذين يتولون القضاء على كل محاولة لإنهاء الهجمة اليهودية الشرسة على الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، وعلى الأرض الإسلامية.

ولقد كان الجزاء من جنس العمل، لقد عاقب الله أهل الأرض المحتلة باستمرار تسلط الروم الظالمين عليهم لمدة خمسة قرون أخرى أو يزيد، بعد محاولة قتل نبي الله عيسى عليه السلام واستئصال شأفة الإسلام .


وكعادة بني إسرائيل فقد حاولوا قتل رسولهم عيسى- عليه السلام- فرفعه الله إليه، وانتقم الله منهم بأن سلط عليهم (تيتوس) ابن الإمبراطور فسبسيان ملك رومية 70م/681 قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فغزى بيت المقدس بعد رفع عيسى ـ عليه السلام ـ بأربعين سنة، فقتل من في بيت المقدس, وسبى ذرياتهم وأمر بالمدينة فنقضت أحجارها، حتى لم يترك بها حجر على حجر (14)

وظلت أرض الشام بما في ذلك بيت المقدس، في قبضة المحتل الأوروبي (الرومي) حتى قيض الله لها الأمة المسلمة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه- رضوان الله عليهم.


وللحديث بقية إن شاء الله....

المصدر : موقع التاريخ

الهوامش :
__________________________________________________ _______________

(1) لا علاقة- كما قلنا- بين إسرائيل، النبى المسلم- عليه السلام- وإسرائيل الحالية، فهو تشابه الأسماء فقط.
(2) مريم: 1-15،
(3) تاريخ الرسل والملوك للإمام أبى جعفر محمد بن جرير الطبرى (ت 310هـ)، البداية والنهاية؛ للإمام الحافظ إسماعيل بن كثير؛ أخطاء يجب أن تصحح فى التاريخ، ذرية إبراهيم عليه السلام.
(4) آل عمران: 33-37،
(5) (الطلاق: 8-9).
(6) (الأنعام: 129).
(7) (المائدة: 117).
(8) (آل عمران: 52).
(9) أخرجه البخارى ومسلم.
(11) والمكر الذى مكروه اليهود الذين لم يؤمنوا برسولهم عيسى- عليه السلام- مكر طويل عريض فقذفوه- عليه السلام- وأمه الطاهرة مع يوسف النجار خطيبها الذى لم يدخل بها كما تذكر الأناجيل، وقد اتهموه بالكذب والشعوذة، ووشوا إى الحاكم الرومى (بيلاطس) وادعوا أنه مهيج يدعو الجماهير للانقضاض على الحكومة، وأنه مشعوذ يفسد عقيدة الجماهير، حتى سلم لهم (بيلاطس) بأن يتولوا عقابه بأيديهم، لأنه لم يجرؤ- وهو وثنى- على احتمال تبعة هذا الأثم مع رجل لم يجد عليه ريبة، (تاريخ الرسل والملوك،ج1، ص 593).
(12) وهذا هو واقع المجتمع المقدسى الآن، الذى تسلط عليه أصحاب العقائد الفاسدة من اليهود.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم".. ففساد أهل الشام علامة على فساد هذه الأمة كلها، وهذا هو واقع الأمة فعلا، لقد تسلط عليها الأعداء وأعوانهم وعملاؤهم.
(13) ما أشبه اليوم بالبارحة، فأبناء الأرض المحتلة من الدروز والنصيرية والمارون (الكتائب) والقوميين والبعثيين، يتآمرون مع المغتصب اليهودى للقضاء على كل صوت يدعو إلى تحرير الإنسان من استعباد الأجنبى الدخيل، وتحرر الأرض التى بارك الله فيها للعالمين وإقامة حكم الله عليها.
(14) تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص 581.










رد مع اقتباس