انا اود فى البداية ان اوضح بعض المعلومات الملتبسة لديك بخصوص نهر النيل
نهر النيل مجراه ليس كما ذكرت مطلقا , لكن نهر النيل له ثلاثة منابع رئيسية اولها هو منبع البحيرات الاستوائية ويشمل هذا المنبع الكونغو ورواندا وبوروندى , والمنبع الثانى هو منبع بحيرة فيكتوريا ويشمل هذا تنزانيا وكينيا واوغندا , والمنبع الثالث هو الهضبة الاستوائية .
اما بالنسبة لمياه النهر فكمية الامطار المتساقطة على حوض النيل سنويا تقدر بحوالى 1630 مليار متر مكعب , وحصة مصر منها 55 مليار متر مكعب وحصة السودان 18 مليارت متر مكعب بمجموع 73 مليار اضافة الى 10 مليارات تتبخر فى بحيرة ناصر.
وبالتالى فأى كلام عن ان مصر لا تريد ان تتقاسم مع دول الحوض مياه النهر والاستفادة منه اقتصاديا هو كلام لا معنى له , فمصر والسودان لا يأخذان الا الفتات , فاذا ذكرنا ان كل دول الحوض الاخرى لها مصادر مائية اخرى غير النيل فنعلم عندها مدى عدالة المطالب المصرية بالحفاظ على حقوقها المكتسبة فى مياه النهر .
ثم ان مصر تطرح اقامة مشروعات لتنمية موارد النهر فى ظل وجود كميات ضخمة من الفواقد المائية على طول مجرى النهر , وخضوضا فى مناطق بحر الزراف وبحر الغزال والسدود الاستوائية وايضا فى الهضبة الحبشية , وهذه المشروعات كفيلة بمضاعفة موارد النهر بما يكفى الجميع ويفيض .
اما بالنسبة للاسئلة المطروحة اجيب عنها كالاتى :
هل تستطيع مصر والسودان معاً مجابهة دول حوض النيل بالقوة؟
ليس من ضمن سياسة مصر استخدام القوة ضد دول الحوض , لكن من ناحية المقارنة النظرية البحتة فمصر قادرة على مواجهة دول الحوض مجتمعة عسكريا , واى نظرة على موازين القوى يوضح هذه الحقيقة
هل هي بوادر حرب عالمية سببها الماء؟ وتكون شرقي قارة أفريقيا؟
ربما تحصل مواجهات مسلحة فى مناطق متفرقة فى العالم حول المياه , لكن لن تتحول الى حرب عالمية اذ ان الدول الكبرى تتمتع بفوائض مائية كبيرة , ثم ان تطور العلوم الانسانية كفيل بحل مشكلة نقص المياه فى المستقبل , وبالنسبة لشرق افريقيا فالمشكلة ليست فى قلة الموارد لكن فى سوء استغلالها واهدارها فالحل ليس فى الحرب ولكن فى تنمية الموارد وزيادتها حتى تكفى الجميع .
هل ستتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل باعتبارهما حلفاء مصر لحل الأزمة واحتوائها أم ستمثل دور المتفرج؟
يبدو ان الهوى اعماك عن رؤية الحقيقة وهى ان اسرائيل تحفر لمصر فى كل مكان وهى احد اسباب التحريض على مثل هذا التوتر ولا اجد من نصيحة اوجهها لك الا قول الله تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله )
اما من الناحية القانونية فموقف مصر والسودان قوى لأن اتفاقية فيينا للمعاهدات عام 1968 تنص على ان المعاهدات ذات الطابع العينى والمتعلقة بالحدود يتم توارثها ولا يجوز التنصل منها , وفى اول قمة لمنظمة الوحدة الافريقية تم تقرير هذه الحقيقة والاعتراف بالحدود التى تركها الاستعمار , وهذا هو نفس المبدأ القانونى الذى تستند اليه الجزائر فى مواجهة مطالب المغرب بالمنطقة الغربية من الجزائر .
تحياتى للجميع واتمنى الا ينحرف النقاش الى هجوم وشماتة فى مصر .