منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السادة ال الهلال الحسينيون في المغرب العربي والحجاز ثلاث فرق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-22, 22:19   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
مسلم وفقط
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يسرد كثيرون قصة ابن العلقمي، في التاريخ العربي والإسلامي، كمثل، وأنموذج قريب المنال، ومتوفر على الخيانة والتواطؤ والتمهيد للاحتلال. وسواء كانت قصة خيانة وتواطؤ ابن العلقمي صحيحة، فإن تاريخ العالم والشعوب لا يكاد يخلو، في الحقيقة، من الكثير من "العلاقمة" والخونة والمتواطئين مع الاحتلال والساكتين عن جرائم كبرى تحصل تحت أبصارهم، ولقد ظهر مع احتلال العراق عشرات من الشخصيات والدول في الإقليم، الذين بزوا ابن العلقمي، وظهر أمامهم درويشاً بهلولاً ، ولا يقوى على شيء، ولا شيء يذكر بالمقارنة مع حجم الكارثة والتداعيات والآثار الناجمة عن احتلال العراق، وعدد الضحايا الذي أسفر عنه. فقد قدم العلاقمة الجدد الأرض والسلاح، ومولوا عملية احتلال العراق بالكامل من الباب للمحراب، وكانوا المنصة السياسية واللوجيستية والإعلامية التي انطلقت منها ماكينات الاحتلال الجرارة لتنقض وتدمر على أروع وأقدس وأعرق الحضارات البشرية في التاريخ. وهؤلاء العلاقمة الجدد لا دين، ولا هوية سياسية أو طائفية لهم، ولا يمكن حصرهم بفئة من الناس، دون غيرها، فهم في كل قوم، ومتواجدون عبر التاريخ والزمان، وأعتقد أنه أصبح من العبث الإشارة لابن العلقمي الأصلي كرمز للاحتلال في ظل سطوع نجم العلاقمة الجدد الذين استحوذوا على الريادة والأسبقية في هذا المجال.

ويواصل العلاقمة الجدد اليوم نفس الدور التاريخي المنوط بهم وعرفوا من خلاله وعرفهم الناس من خلاله. فأبصارهم جميعاً تتجه صوب إيران التي تمكنت من خلال نجاحاتها النووية والعسكرية والدبلوماسية من فضح وتعرية جميع أنظمة العلقمية الجديدة وبيان مدى هشاشتها ورثاثتها وخوائها وتواضع تركيبيتها وتطلعاتها الإنسانية والاستراتيجية والسياسية، ولكي يتساوى الجميع فلا بد من عودة إيران إلى حظيرة الضعفاء والعاجزين الخانعين الطائعين التبـّع للسيد الأمريكي المطاع، كما هو حال العلاقمة الجدد الساجدين أمام الجبروت الأمريكي، لا يقوون أن يقولوا له لا، ويتكاثرون ويتناسلون بكثرة غير معهودة، ويفرخون الكثيرين من أتباعهم وأشباههم ومستنسخاتهم على صفحات الإعلام ومنابره بمعية مموليهم الكبار من سدنة العلقمة المعروفين في المنطقة الذين لا يبخلون في تمويل مشاريع الحروب والدمار. فعملية نشر الدروع الصاروخية في المنطقة، تمهيداً لضرب إيران، وفتح الأرض وتقديم المياه الإقليمية لتتار العصر كما أسماهم صدام، ولحاملات الطائرات، لا تندرج إلا ضمن مشروع العلقمة الجديد الذي يقوده طابور العلاقمة الجدد في المنطقة، هكذا علناً، ومن دون خجل واستحياء والتي لا يبدو أمامها ابن العلقمي الأصلي إلا مجرد قزم صغير وكائن غير مرئي.

وإذا كانت قصة ابن العلقمي التراثية مشكوك فيها وسجالية وغير متفق على بعض تفاصيلها، والغامضة في بعض مفاصلها، والكيدية في بعضها الآخر، وغير موثقة بشكل علمي وبحثي، فالبشرى، وكل البشرى بأن الأنظمة العلقمية باتت، اليوم، حقيقة وواقعاً مثبتاً في المنطقة يعلن عن هويته بكل وضوح جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد ولا يتورع عن الإعلان عن علقميته على الإطلاق. لقد كنا، وبكل أسف، بمجرد ابن علقمي، واحد في تاريخ العرب والمسلمين يضربون به المثل للتدليل على التواطؤ والخيانة والتعاون مع الغزاة وقوات الاحتلال، ولكننا اليوم أمام عشرات ومئات بل ربما الآلاف المؤلفة من العلاقمة الجدد، دولاً، وشخصيات، ومؤسسات، والساكتين والصامتين والمتزلفين للعلاقمة، يصولون ويجولون، ويعزفون جميعاً، نغمة واحدة، تروج وتسوق وتمهد لغزو وضرب إيران وتسليمها لقمة سائغة لهولاكو العصر الجديد القابع في وكره الأسود فيما وراء البحار. وإذا كان تواطؤ ابن علقمي وحيد قد أسفر عن غزو بغداد من قبل التتار وسبب تلك المأساة التي شكلت علامة فارقة في انحدار وتحول تاريخ المنطقة نحو انهيار وموات وسبات تاريخي لم تفق منه حتى الآن، فهل لنا أن نتخيل حجم الكارثة والدمار عن مساهمة وتواطؤ طوابير اللعلاقمة الجدد لضرب إيران؟