منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-21, 18:42   رقم المشاركة : 261
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مفهوم الخيال عند الشعراء واشكاليته في** نظرية المحاكاة**
------------------------------------------



1_ لم يظهربشكل مستقر وثابت مفهوم الخيال من خلال الرؤى الحديثه والمثمره _ وهو انهانفعالية توليد الصوره والتي وظيفتها تصوير الحقائق الفسيه والادبيه بكافةاطيافها _ الا من فلاسفة الرومانتيكية والفيلسوف (( كانت )) ، ونجد ان النقدالقديم كان بعيدا عن هذا الفهم والمنهجية الحديثه التي نتداولها هذه الايام . حتى ان ارسطو ذلك الفيلسوف المفكر والداهية قلل من شأن الخيال وافترض وصايةالعقل والمنطق عليه حتى اني من خلال قراءاتي لافكاره والمدونه في كتبهالفلسفيه اجد انه لديه _ أي ارسطو _ اشكالية وخلط بين مفهوم الخيال والوهموشتان مابين الاثنين . الا ان مايحز في النفس ان هذه الاشكاليه انتقلت الىفلاسفة المسلمين اولا مما ادى الى ظهورها ومن ثم تأثيرها في النقدالادبيالعربي القديم .ليطالعنا ابن سينا من خلال احدى منهجيات والتي يفترض بها انالكلام المخيل (هو الذي ينفعل به المرء انفعالاً نفسانيا غير فكري ، وان كانمتيقن الكذب ) وقد كان ابن سينا يحذر من عملية الخيال بكافة فنونها واطلقعليه مجازا التخيل أي اصطناع الفكره دون ان تهطل بذاتها على الاديب وهذا ماكان يحذر منه الفيلسوف اليوناني ارسطو في اغلب دراساته ناهيك عن الكلاسيكيونوالاوروبيون
ولننظر هنا ما خطه ابن سينا في ( رسالة حي بن يقظان ) حيثيقول ( وفي حركة تطلب المعارف العليا يستعين الانسان بالعقل الفعال الذييهديه عن طريق المنطق والفلسفه ، ويفضل مصر المعارف والذي هو مصدر النفسالملكية.وهذا العقل الفعال قدسي) نجد هنا ان ابن سينا لديه مفهومه الخاص بهوهو التحذير من رفقة العقل الفعال والذي يقصد به القوى الحسية الاخرى ، ويصفابن سينا منهب التخيل قائلاً: ( واما الذي امامك فباهت مهذار ، يلفق الباطلتلفيقاً ، ويختلق الزور أختلاقاً ، ويأتيك بأخبار مالم تزود، قد درن حقهابالباطل ، وضرب صدقها بالكذب . وانك لمبتلى بانتقاد حتى ذلك من باطله والتقاطصدقه من زوره .. )
ونجد الانعكاسيه على اثر هذا المفهوم الادراكي للخيالفي النقد العربي عند عبد الظاهر فيما سماه أي الخيال بالتخييل او الايهامبالكذب ... لذا اجدني هنا انا كاتب هذه الدراسه عاجزاً عن ربط الخيال بالصورهفي النقد العربي القديم واجعله حقيقة ضرب من ضروب العبث لاستقلال كل منهمابمفهوم خاص به ومميز عن الاخر ولم يكن بينهما رابطا الا منذ عهد قريب _ فيمفهومنا الحديث _ اما فروع البلاغه والتي قد تكون لها علاقه واضحه بالصورهومتصله بها اجدها قاصره الى الان في تحديد الربط الحسي والادراكي بين الصورهوالخيال فلم اجدها عند بعض النقاد مرتبطه بشكل جلي وواضح وانما كان الاساسللاغلبية هو القدر والذي فهموه من خلال نظرية المحاكاة برؤية افلاطونيهوارسطويه ان جاز لي تسميتهما بذلك .

2_ وقد ربط النقاد العرب المحاكاةبالمجاز والذي اعني به التشبيه والاستعاره والكناية ويستحضرني هنا قول بن رشد (( والمحاكاة في الاقاويل الشعرية تكون من قبل ثلاثة اشياء : من قبل النغمالمتفقه ، ومن قبل الوزن ، ومن قبل التشبيه نفسه . وهذه قد يوجد كل واحدامنها مفردا عن صاحبه ، مثل وجود النغم في المزامير ، والوزن في الرقص ،والمحاكاة في اللفظ ... وقد تجتمع هذه الثلاثه بأسرها ، مثلما يوجد عندنا فيالنوع الذي يسمى بالموشحات والازجال . وهي الاشعار التي استنبطها في هذااللسان العربي اهل الجزيره ( الاندلس ) وهذا ماوجدته انا في استعراضي وقراءتيلملخص كتاب ( ارسطو طاليس في الشعر ) ومما اثار في نفسي الكثير من الاشكالياتواحداها اننا اذا سلمنا بقول بن رشد هنا في ان المحاكاة قد توافرت فيالموشحات والازجال ، فاننا بذلك نكون قد نسفنا او بتعبير اكثر وضوحا قوضناالنظرية اليونانية من اساسها .
ووجدت ايضا ان الفلاسفة العرب كانو يميلونبشكل كبير الى الفيلسوف اليوناني افلاطون عندما يتعرضون لمفهوم المحاكاةواشكالية مصدر الشعر وهل هو الهام ام فن والذي اعتبره افلاطون انه الهام الهيمن ربة الشعر ويستحضرني هنا قول ابي سليمان المنطقي فيما يحكيه ابو حيانالتوحيدي : (( وقد علمنا ان الصناعة الفنية تحكي الطبيعه ، وتروم اللحاق بهاوالقرب منها ، على سقوطها دونها .. وهذا راي صحيح وقول مشروح . وانما حكتها ،وتبعت رسمها ، وقصت اثرها ، لانحطاط رتبتها عنها )) .
ويتضح هنا تفسيرللعلاقه بين نوعين من الصناعه وهما الصناعه الفنيه والصناعه الطبيعيه علىاعتبار ان الطبيعه تعتبر النموذج الامثل والمحتذى به وعلى الفن ان يحاكيهولكن القصور عن محاكاته كما يقول افلاطون هو العجز عن الوقوف عند الظواهرالطبيعية _ على ان هذا القول لم يرتبط بقائله بمباديء ذات قيمه في صلتهبالشعر او حتى بالفن مما يدل على ان النص السابق ماثور عن الاوليين .
ويرىبعض نقاد الادب من العرب ان الانسان قادر على المحاكاة متاثرا بالاقدميين منقبله وهذا ما يقوله الجاحظ في (( البيان والتبيين )) : ( ولذالك زعمت الاوائلان الانسان انما قيل له : العالم الصغير سليل العالم الكبير ، لانه يصوربيديه كل صوره ، ويحكي بفمه كل حكايه .. وانما تهيأ وامكن الحاكية لجميعمخارج الامم ، لما اعطى الله الانسان من الاستطاعه والتمكين ، وحين فضله علىجميع الحيوان بالمنطق والعقل والاستقامه ) ونجد هنا ان الجاحظ يدور حول احدىمبادئ ارسطو حينما قال ان الانسان اقدر الحيوانات على المحاكاة الا ان ارسطوربط ذلك بالشعر ونشأته ونموه على ان الجاحظ استطرد في قوله مبدأ معين وهو انالانسان يملك من القدره مما يؤهله ان يحاكي مختلف الناس والحيوان .
وقداستطيع هنا ان ابين ان الشعر الغنائي وسطوته على الادب العربي كان له اثراسلبيا على النقاد العرب انذاك من محاولة استفادتهم من نظرية المحاكاة كما جرتعلى فم افلاطون وارسطو الا اننا نريد هنا ان نوضح امرا مهما للغايه وهو اننظرية المحاكاة وان كانت لم تؤثر تاثيرا بالغا في ثقافة الادباء والنقادالعرب الا اننا ومن باب العداله يجب ان نوضح هنا امرا جليا حتى لانظلم النقادالعرب من باب عدم استفادتهم من تلك النظريه وهو ان احدى البوابات المنبثقه مننظرية المحاكاة والتي اطلق عليها ارسطو فكريا صلة الشعر بالفنون الاخرى كانلها تاثيرا واضحا وهاما في ادوات الناقد العربي حيث يقول ارسطو ان الشعروالفنون الاخرى انما هي جميعا تصور لجوهر الاشياء لا مظاهرها راداً بذلك علىاستاذه افلاطون ومن هذا المنطلق نجد ان متى بن يونس ذكر ان الناس (يحاكون) بالوان واشكال كثيره ومنهم من يشبهون بالاصوات ، وكذلك بالحركات ( واضح انذلك في الرسم والموسيقى والرقص على ماقال ارسطو ) ، كما يشبهون في الكلامالموزون بالشعر ، هذا ما استدليت عليه من خلال قراءتي لترجمة متى بن يونسللدكتور عبدالرحمن بدوي واجدني هنا ملزما بايراد كلام بن رشد حيث يقول (( وكذلك الحال في الصنائع المحاكيه لصناعة الشعر التي هي الضرب بالعيدان ،والزمر والرقص _ اعني انها معده بالطبع لهذين الغرضين )) ثم يسترسل بعد ذلكليقول ان (( الناس بالطبع يخيلون ويحاكون بعضهم بعضاً بالالوان والاشكال ( فيالفنون التصويرية ) والاصوات ( في الموسيقى ) )) الا اننا نجد ان النقادالعرب لم يستقر او يرسخ في اذهانهم سوى ارتباط الشعر بالفنون التصويريه ولميحاولو ان يربطو الشعر ذاته بالفنون الاخرى مثل الرقص والموسيقى لانها اساساهي بعيده عن اذهانهم وكانوا يضعونها تحت مظلة الفنون الجميله وربما هذا عائدالى التاثيرات البيئية والتي جعلت من الفنون كالرقص والموسيقى ليست من ضمنالفنون التصويريه وانما جعلوا الفنون النفعية كالنحت والنجاره والنقش هياركان تلك الفنون . ويستحضرني هنا ثلاثة من كبار نقاد العرب اجد علي لازاماًان استعرض اراءهم في علاقة الشعر بالفنون الاخرى وبالسيكيولوجية الذاتيه لدىالشعراء واستهل هنا بالناقد الاجتماعي المفكر الاديب الجاحط حيث يقول مرجحاًالصيانه على المعاني محتجا بان الشعر (( صياغه ، وضرب من النسخ ، وجنس منالتصوير )) ويؤيده بذلك قدامه بن جعفر حين يقول في قضية الصدق واهميته فيالشعر بحيث لايؤدي الى تناقض بين الشاعر وما هو عليه من حاله فقدامه بن جعفرلايلقي للنبل الموجود بالنص أي اهميه بقدر ما يولي الاهميه لصدق المضمونوجودة الصنعه لانه انما يحكم عليه بصورته التي هطل بها مستشهدا بالنجار والذيلايعاب صنعه برداءة الخشب بذاته انما بصناعته فيه ، لان الشعر شانه شانالصياغه والتصوير والنقشويستشهد قدامه بما روي عن الاصمعي انه سئل : من أشعرالناس ؟ فاجاب : (( من ياتي الى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيراً ، او الىالكبر ، فيجعله بلفظه خسيسا )) ويعرج الى قول اليونان بان (( ااحسن الشعراكذبه )) بل قد يسنده الى ارسطو نفسه وهو قد يكون غير واقعي ولايستند الىادله وليس له اساسا من الصحه
وقد يكون مصدره غير محدد من احدالسوفسطائيين والذين اطلع على ارائهم .
وباعتقادي هنا ان عبدالقادرالجرجاني هو اكبر المستفيدين من ربط الشعر بالفنون الاخرى ويتبين ذلك من خلالنظريته في (( النظم )) حينما اورد واقر ان الطريق للمعنى هو الطريق الذي يقعفيه التصوير والصياغه لايمانه ان الصياغه متوحده مع المعنى بكل اشكاله لانالتغيير في جملتان مترادفتان في الدلاله قد يكونا لهما معنى اخر اذا تغيرتالتراكيب اللغويه في ذات الجملتين مما ينتج عنه اختلاف ضمني بالصوره المرادايصالها للمتلقي وقد تطرق من ذك الى وجوه حسن الصوره في اتساق الكلام . وعندهان الجمل التي لاتؤلف الصوره الواحده حتى لو اتفقت بالمعنى الظاهري ليس بينهاأي وحده بالتصوير وايضا يرى ان هناك جملا لها سياق لغوي واحد واتساق صوريواحد وهذه هي التي تجتمع في حقيقة الوصول للهدف النهائي ولم اجد ان هناك احدمن النقاد العرب استطاع ان يصل الى ما وصل اليه الجرجاني في فهم الصورهوصلتها بالتعبير ، متعمداً في كل ذلك اساسا على فكرته في عقد الصله بين الشعروالفنون النفعية وطرق النقش والتصوير وكما ارى ان التجديد الخصب في بعض محاورالنظرية السابقه والمتاثره على نحو كبير بالبيئه والتراث العالمي القديم بداالى جانب ذلك الاتجاه التقليدي المحافظ في حديث نقاد العرب في عمود الشعروالذي يعني به نقاد العرب وجوه الشعر والتي استنتجت من النصوص الشعريه فيالعصر الجاهلي ومن ثم عصر صدر الاسلام والعصر الاموي .
3_ عمود الشعر
ونجد هنا ان منهجية النقاد العرب اختلفت بشكل كبير عن نظرة ارسطو لانارسطو كان يضع معايير تراثيه تختص بالتراث اليوناني القديم وابقى على ادواتومعاني واعتبرها انها هي الانموذج الذي يجب عدم تخطيه عند الحاله الكتابيهلذلك عاب ارسطو كبار شعراء اليونان من خلال هذه الالية التي عمل عليها وكذلكرفع الشعراء الادنيين مكانة مستخدما نفس منطقه السابق وفي الجهة المقابله نجدان النقاد العرب كانو في عمود الشعر اسارى التقاليد لما ورثوا من تراث شعريحيث وضعوا اللفظ ليكون هو المسؤول من حيث الجرس والمعنى في موضعه في البيتومنه مايتعلق بمفهوم المعنى الجزئي في تاليف القصيده ، ثم منه مايختص فيتصوير المعاني الجزئية وصلتها ببعضها البعض في بناء القصيده وكانوا النقادالعرب يشددون على طلب الجزاله والاستقامه والمشاكله للمعنى وشدة اقتضائهللقافيه من ناحية اللفظ ومما كان يتبادر الى ذهنهم عند الوقوف على اللفظ هوالاهتمام بالمعنى الجزئي والذي يعتبرونه بمقام شرف المعنى والذي يوصل الىالصحه في تركيبته أي اللفظ والاصابه من خلاله الى اقصى درجات الجمال الوصفيواما ما يختص في تصوير المعاني الجزئية في بنية القصيده فانهم يعتبرونه يقعفي زاوية المقاربه بالتشبيه ، ومناسبة المستعار منه للمستعار له ومن ثمالتحام النظم والتئامها وقد اكون صائباً هنا اذ اردت ان استعرض مع الشرحوالتعليق بعض النقاط والسمات الهامه والتي تعنى باللفظ كونه من اعمد الشعرواهمها على الاطلاق ولنبدأ بهذه السمه وهي
- جزالة اللفظ :
وتتوافرهذه الجزاله عندما يخلو اللفظ من امور تعيبه مثل السوقيه والابتذال والغرابهويكون المعيار هنا هو معرفة العامه باللفظ الذي تسمعه ولا تستعمله فيمحاوراتها وعلني اورد هنا مثالاً شعرياً بسيطا ً لتوضيح المضمون السابق يقولالحطيئه :
يسوسون احلاماً بعيدا اناتها=وان غضبوا جاء الحفيظة والجد
أقلواعليهم- لا ابا لأبيكم=من اللوم او سدوا المكان الذي سدوا
اولائك قوم انبنوا احسنوا البنى=وان عاهدو اوفو وان عقدوا شدوا
ومن منظور هذه القاعده عاب كثير من النقاد شعر المحدثين ونجد ان اكتسابالالفاظ نبلا هنا يشبه النبل الطبقي مما يؤدي الى اغفال لموقع اللفظ منالجمله ولكن اثارني ما قراته ل عبد القاهر والذي يقول فيه ان استقراء الشعرالشعر العربي استقراء سليما يكذب هذه القاعده .

- استقامة اللفظ :
وتعتمد اعتمادا كليا على الجرس او على الدلاله او التجانس مع قرائنه منالالفاظ .
فيجب ان يكون اللفظ خاليا من تنافر الحروف مستقيما بسلامتهاللغويه الا انني اعتبر ان هذا المقياس هو نسبي بالدرجه الاولى وذلك لاختلافالالفاظ بين بيئه واخرى ناهيك عن اختلاف اللهجات بذاتها ومما ينتج عنه اختلافالاذواق ايضاً على ان الخطأ هنا هو ان الالفاظ الثقيله قد تكون جميله في بعضالاحيان اذا وضعت في موضعها الصحيح ودون تكلف .
وللدلاله اللفظيه اهميهقصوى في ايصال المعنى بشكل محدد وواضح والا انتفت الاستقامه من اللفظ واصبحالشاعر في موقع لايحسد عليه من ضعف في ايصال ما اراد ايصاله وهذا ما وجدته فيشعر البحتري في احد ابياته حيث يقول :
تشقعليه الريح كل عشية=جيوب الغمام ، بين بكر وأيم .
فالايم التي لازوج لها سواء سبق لها الزواج ام لا وهذا مارجعت اليه في كتاب ( سر الفصاحه ) لابن سنان الخفاجي ص 73 فالمقابله بين الايم والبكر غير مستقيمةالمعنى وهذه القاعده سليمه هنا لاغبار عليها .
وعندما يتجانس اللفظ معقرائنه من الالفاظ يكون واضحا وجميلا الا ان عدم التجانس بينهم يؤدي الى انيكون اللفظ معابا وهذا ما اخذ على مسلم بن الوليد في قوله :
فاذهبكما ذهبت غوادي مزنه=يثني عليها السهل والاوعار
فكان من الاجدر بمسلم ان يقول السهل والوعر او حتى السهول والاوعار حتى يصل الى بناء لفظي واحد سواء بالتثنيه او بالجمع على حد سواء


- مشاكلةاللفظ المعنى :
وهو يكون موقع اللفظ يحمل المعنى دون زيادة او نقصان بحيثيكون المعنى واضحا وجليا وقاطعا دون قصران ومن الشعراء الذين اخذ عليهم هذاالمحور عيبا الاعشى حيث يقول :

استأثرالله بالوفاء وبالعد=ل وولى الملامة الرجلا
فلو انه اختار الانسان كلفظ كان له افضل من اختياره للرجل بديلا عنه لانالملامه تتجه للجنسين سواء كان المخاطب رجلا ام انثى وعلى خط مغاير للاعشىيمدح النقاد بيت للحطيئه اجاد فيه من الناحية والتي نتعرض لها الان وهيمشاكلة اللفظ للمعنى حيث يقول :
همالقوم الذين اذا ألمت=من الايام مظلمة اضاءوا
فالاضاءه هنا اتت كلفظ موفق واعطي معنى واضحاً لان الظلام يتطلب تلك الاضاءه .
ويمدحون النقاد في المعنى ان يكون شريفاً ... وشرف المعنى يقصد به توجهالشاعر الى الاغراب ، وان يختار السمات المثلى في المدح بحيث ان الشاعرلايبالي بواقعية التصوير فعند وصف الفرس مثلا فانه ينعته بالكرم وي صفه تطلقفي الواقع على الانسان الا ان الاغراب اعطى الصفه طيفا اخر عندما ربطت بذاتالفرس واذا تغزل بمحبوبته فانه قد يعطيها من الصفات التي قد تكون من الامورالغير واقعيه وذلك ليبين مدى شغفه بمحبوبته وهيامه بها واذا مدح الشاعر فعليهان يذكر ما يدل على شرف المقام ابداعاً واغراباً دون ان يراعي الواقعيه فيصفات الممدوح .
_صحة المعنى :
ويقصد به ان الشاعر اذا اورد معنى معينايختص بحدث زماني او مكاني يجب ان يكون صحيحا من الناحية التاريخيه مثلاً وهذهالقاعده لها علاقه وثيقه بلا شك في ثقافة الشاعر الذاتيه وتجربته الزمانيهومما يحضرني الان في ما يعاب على بعض الشعراء من ايراد معاني لاصحة لها هوقول الاعشى في احد ابياته :

فتنتجلكم غلامان اشأم كلهم=كأحمر عاد ثم تنتج فتتئم
ومما عاب الامدي على الشاعر البحتري في قوله :
نصرتلها الشوق اللجوج بادمع=تلاحقن في اعقاب وصل تصرما
وهنا يتضح الخطأ على حسب لعرف السائد وذلك لان المدي يرى ان الشوق يشفيهالبكاء ولايزيد منه وكذلك يطالعنا من ناحية مخالفة العرف اللغوي ابي تمامعندما يقول :
اذامارحى دارت ادرت سماحة=رحى كل انجاز على كل موعد
ومما يعاب عليه انه أي ابي تمام جعل انجاز الوعد كالطحن بالرحى وهو قضاء عليهوهذا في العرف اللغوي لا يكون الا للاخلاف .
_ الاصابة في الوصف :
وهيذكر المعاني التي هي الصق بمثال الموصوف مثلاً كان مصيباً لا لانه مدح هرم بنسنان بصفاته الخاصه بل لانه مدح بصفات عامه للرجل الكريم وكان عمر الفاروقيقول ((كان لايمدح الرجل بما لايكون في الرجال )) .
-المقاربه في التشبيه : واصدقه ( مالاينقص عند العكس ) كتشبيه الخد بالورد او العكس وقد ذكرالمرزوقي في شرح ديوان الحماسه واحسنه ما اوقع بين شيئين اشتراكهما بالصفاتاكثرمن انفرادهما كي يبين وجه الشبه بلا كلفهالا ان يكون المراد من التشبيهاشهر صفات المشبه به واملكها لانه حينئذ يدل على نفسه ويحميه من الغموضوالالتباس ).
-مناسبة المستعار منه للمستعار له :
بحيث تكون الصله بينالمستعار منه للمستعار له واضحه وواقعيه وبينهما اشياء مشتركه لا ان تكونالعلاقه بعيده بين الاثنين لان ذلك يكون عيبا في استخدام مبدأ الاستعاره منالطرفين وهذا ماوقع به ابي نواس حين قال :

بحصوت المال مما=منك يشكو ويبوح
فالشاعر هنا يريد ان المال يشكو من يدي الكريم من شدة العطاء الا انالاستعاره هنا كانت غير موفقه لان المال والانسان لاصلة بينهما .
_التحاماجزاء النظم والتئامها :
وهو الانتقال من جزء في القصيده التقليديه الىجزء اخر دون الاخلال في الوحده العضوية للقصيده ويكون الانتقال بشكل جيد الااننا نرى ان النصوص الشعريه في العصر الجاهلي لم تراعي هذا الامر فالشاعرالجاهلي كان يتنقل من موضوع الى اخر كالاستهلال بالغزل ثم المدح او البكاءعلى الاطلال ومن ثم التوجه لموضوع اخر مغاير تماما لما استهل به الشاعر الاان مايحسب بشكل عام لشعراء ذلك العصر واقصد به هنا الجاهلي هو حرفية الانتقالبين المواضيع بشكل جيد حتى ان النقاد العرب شفعوا للشعراء في العصور التاليهوحتى الحديث منها هذا التقطيع في مواضع القيده لانهم وباختصار اخذوا النصالجاهلي انموذجاً للنقد .
_ عمود الشعر :
وحول عمود الشعر وما انبثقمنه من امور النقد والياته نجد ان مسائل الخصومه بين القدماء والمحدثينوالذين انحرفوا عن قليلاً في صناعتهم عما يقتضيه عمود الشعر من اصول وقد كانهناك فريقا من النقاد العرب الذين تعصبوا للقديم لقدمه ونجد ذلك عند الرواةواللغويين بشكل خاص ، كابي عمرو بن العلاء والاصمعي ، وكان ابو عمر لايحتجببيت من الشعر الاسلامي ، وكان يقول (( حتى ان هممت ان امر فتيانا بروايته )) ولا قيمة لهذه الاراء الا ان القول الفصل في هذه الاشكاليه كانت لابن قتيبه: (( .. ولا نظرت الى المتقدم منهم بعين الحلالة لتقدمه ، ولا المتاخر منهمبعين الاحتقار لتاخره ، بل نظرت بعين العدل للفريقين ، واعطيت كلا حقه .. ولميقصر الله العلم والشعر والبلاغه على زمن دون زمن ولا خص به قوما دون قوم )) وقد انتبه النقاد العرب الى في موازنتهم بين الشعراء والتي من خلالها ظهرتالخصومه بين القديم والحديث الى التاثير البيئي والمكاني والزماني ايضافالاختلاف بين بيئة البدو وجزالة الالفاظ عندهم وقوة الاعراب وبين الحضروسهولة الالفاظ والمعاني وخاصة بعد الاسلام حين اتسعت رقعة الدوله الاسلاميهوشملت ممالك وحاضرات جديده ونزوح البدو الى اجواء المدينه والحضاره الجديدهبالنسبة لهم بدأ الناس هنا يستسيغون الالفاظ السهله والمعاني العذبه لسهولةانتشارها بين ارجاء المعموره واتذكر هنا انه كان من اوائل من تعرض للتاثيرالبيئي في الشعر هو ابن سلام الجمحي في طبقاته فهو من استعرض شعر عدي بن زيدوبين سهولة الالفاظ لديه ولينها الى بيئته المتمثله بالحيره وريفها وعلل قلةشعر اهل الطائف وقريش بسبب قلة الحروب لديهم .
وبعد ان استعرضنا هذهالاتجاهات الادبيه ارجو ان اكون قد اعطيت الدراسه حقها واستطعت ان اوضح نقاطاربما تكون في الماضي مبهمه على البعض ... هذا وان اخطأت فمن نفسي والشيطانوان اصبت فمن الله عزوجل .










رد مع اقتباس