منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسيرة حبي لدراسة خطنا العربي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-28, 14:55   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عربي سرياني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

عودة لموضوعنا الاصلي هذه تكملة ولمحة عن خطنا العربي وانشأته واصوله


يظل الخط العربي من أهم إنجازات العرب في مجال الفنون الجميلة التي قدموها للبشرية منذ قرون .. و يكاد لا يخلو بلد عربي و إسلامي من نماذج أثرية بديعة للخط العربي على جدران العمائر الدينية و المدنية .. ثروة هائلة ورثناها من فنون الخط العربي الذي مرّ بفترات متلاحقة , تغير شكله و خصائص كتابة الحروف , وذلك تبعاً للعصر الذي استخدم فيه , و كان مكمن التغير هو تغير طريقة كتابة الحرف أو تغير شكله و طريقة صلته مع بقية الحروف لتشكيل الكلمة ، انطلاقاً من هذا , نستطيع أن نقيس مدى تطور الخط العربي من خلال كتابة الحرف العربي .

بداية ً ، لنحدد أصل الخط العربي فقد اختلف العلماء في تحديد أصل الخط العربي و من أين جاءت صورته ؟ و ماهي المراحل التي مرّ بها الحرف حتى وصل إلى صيغته الحالية ؟

ترجع أغلب الدراسات و الاستنتاجات المقدمة الفضل في انتقال الكتابات القديمة لمرحلة الحرف إلى الدولة الفينيقية ، و من ثم تفرعت الحروف الفينيقية إلى أربعة أن فروع هي : الآرامية – اليونانية – الحميرية –العبرية

استمر من هذه الخطوط الخط الآرامي الذي تطور بدوره و تفّرع إلى 6 فروع هي :

التدمري – الهندي – الفارسي – الفهلوي – العبري المربع – السرياني

تطور الخط السرياني و نشأ عنه خطين هما : الخط الحميري و الخط النبطي الذي تطور إلى الخط العربي , و الأنباط في أصلهم عرب سكنوا شمالي الجزيرة العربي (الأردن و فلسطين ) و كانت عاصمتهم البتراء , و قد أكدت النقوش المكتشفة من قبل مستشرقين عملوا في سورية أن الخط العربي اشتق من الخط النبطي .

الخط العربي بداية الإسلام : عرف العرب في بداية الإسلام نوعين من الخطوط هما:

الخط الحجازي و الخط الكوفي .

الخط الحجازي : كان يطلق عليه اسم الخط الدارج , يتميز هذا الخط بأنه عملي لين كان يستخدم في الكتابات اليومية , فهو خط شعبي حيث كانت الأيدي تخطه بشكل عشوائي لم يخضع إلى قواعد ثابتة لهذا لم تكتب به المصاحف .

الخط الكوفي : يعتبر الخط الكوفي أساس الخطوط العربية كلها , ظهر بمنطقة الكوفة و يعتمد على الخطوط المستقيمة القاسية , و كان كتّاب الوحي يكتبون به على سعف النخيل الآيات القرآنية , و كتب الخط الكوفي في العصرين الجاهلي و الراشدي بدون و خالي من الهمزات و التشكيل .

تطور الخط الكوفي إلى عدد من الخطوط التي أخذت كل منها اسماً خاصاً بها استنبط هذا الاسم من اسم المدينة التي كتب بها النسّاخ فمثلاً : الخط المدني – الذي هو أحد نتائج تطور الخط الكوفي – منسوب للمدينة و يسمى باسمه الأدبي بالخط المحقق أو الوراقي .

الخط العربي في العصر الراشدي : كان الخط العربي في العصر الراشدي خالياً من التشكيل لعدم حاجة العرب إلى الضوابط الشكلية نظراً لتمكنهم منها لأنهم كانوا لا يخالطون إلا أنفسهم ، لكن و مع اختلاطهم مع الأعاجم و انتشار اللحن في ألسنتهم طلب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من أبو الأسود الدؤلي بوضع القواعد الأساسية للنحو العربي .

الخط العربي في العصر الأموي : قفز الخط العربي في العصر الأموي قفزة نوعية , فأخذ يسمو و يرتقي و تحرر من جموده حيث قام أبو الأسود الدؤلي بوضع الحركات الإعرابية , وتم إكمالها على يد الفراهيدي ، كما وضع أبو الأسود الدؤلي النقاط على بعض الحروف العربية حتى يتم تمييز الحروف المتشابهة عن بعضها لئن لا يؤدي ذلك إلى اختلافات في القراءات ، و بذلك أصبحت النقطة جزءاً من الحرف العربي .

من أهم مظاهر اهتمام الأمويين بالخط العربي إيجاد نوع معين من الورق عرف بالقرطاس الشامي و كان ذلك إحدى إيجابيات الارتقاء بالكتابة .

الخط العربي في العصر العباسي : حافظ الخط العربي على المستوى الذي وصل إليه في العصر الأموي بل تطور و تفّرع إلى أحد عشر نوعاً هي :

الخطوط : السجلات – الجليل – الديباج – اسطوحار – الثلاثين – الزنبور – المفتح – المدمرات – العهود – القصص – الخرفاج

كان لكل هذه الخطوط العربية عمل خاص و كان لكل منها مدرسة خاصة ، فقد تم إنشاء مدارس خاصة بالخطوط العربية حيث تنافس الكتّاب في تجويد الخط و إنشائه و خاصة في زمن الخليفة المأمون .

أسهمت هذه المدارس في تفرع الخطوط إلى فروع متعددة كان لكل فرع شكله الخاص حيث و صلت أنواع الخطوط في العصر العباسي إلى ما يزيد على ثمانين خط , و هذا ترف لم تبلغه أمة من الأمم ,تلاشت الخطوط الثمانون و لم يبق منها إلا ما خلّفه مهرة الكتّاب و ما احتفظت به المتاحف .

الخط العربي في العصر الفاطمي :عني الفاطميون بالخط العربي عناية كبيرة , حيث كان أحد الميادين التي تنافس فيها الفاطميون مع العباسيون في تجميل الخط العربي غير منافستهم على الحكم , مكمن تطور الخط كان في مصر و هو ديوان الإنشاء و كان لا يترأس هذا الديوان إلا كتّاب البلاغة .

نستنتج مما سبق ذكره أن العناية بالخط و الاهتمام بتطوره كان على أعلى المستويات ( من الخليفة نفسه ) , و استمرت هذه العناية أيضاً في عهد الدولة الأيوبية و في عهد دولة المماليك .











رد مع اقتباس