منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فنّ قِراءة القصقصيج ،
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-16, 21:15   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الفاضِل


يليق البدء بالاعتِذار عن تقصيري في الردِّ على تُحفةٍ جلبت للقسم حركيّة تلفت الانتباه، وشُكرِكَ على مبادرتك القيِّمة..


و بين اعتذاري وشُكري ارتياحٌ تملّكني إثر قراءتي للأقصوصة التي أحسنتَ اختيارها ولقراءات الإخوة الأفاضل التي تنمّ عن حُسنِ اهتمامهِم وسعةِ خيالهم.


فلكَ ولهم جزيل الشّكر.


،،،،،


عنِ القاصّ "بلقاسم الشّايب" فقد سبق وقرأتُ له بسطحيّة دون اعتماد قراءات معمّقة ومتكرِّرة، وقد صادف ذلك بحثي عن إحدى المواضيع التي قادتني لِلتعرُّف على هذا الأديب الذي تحملُكَ قصصه وإن قلّ مضمونها للإبحار عبر أبعادٍ مختلفة المعان..


فاللّفظُ بنصِّه يتّسِع لاحتضان معانٍ تتفرّع بدورِها لإثراء المشاهد التي نستحضِرُها ونحن نقرأ كلماته المُحاكة بعُنصُر الإغراء.



وتبدو معاني هذا النصّ بالذّات مبنيّةً على أبعاد يصعب حصرها من خلال قراءة واحدة..


ومع ذلك فلا بأس بمحاولة بسيطة لقارئ يهمّه اختبارُ فهمه


ــــ


فكما هو معلوم أنّ تساؤلات الصِّغار غالبا ما تنبعُ عن نظرةٍ تغرزُ فكرهم بعمقِ الأشياء..وما يَخلُصُ منها دهشةٌ قد تجرّ معها أسئلةٌ محيِّرة، مخجلة، تصيبُنا بالعجزِ أحيانا..


وأحيانا أخرى تُلامِسُ بعمقنا موطنَ قهقهاتٍ عابرة قد نتصنّعها سواء حين نستصغِرُ ما أُلقي على أسماعنا أو حينما نُدرِكُ ملامح جوابٍ يحمِّلُنا إيّاها لإخفاء انفعالاتنا النّاتجة عن قسوة المشاهد التي سرعان ما ترتسم بأذهاننا.


ومع ذلك فقد نجحَ صاحب النصّ في إحداثِ التوازن بين السّؤال والجواب دون إهدارِ حبره على أوراق قد تتضاعف مع كلِّ قراءة عميقة باعتماده على الاختصار ودقّة الأفكار.


ــــ


فقد أوحى لنا أنّ الطّفل كان معتادا على طرح أسئلته على جدّه، وأنّه قد طرح سؤالا جرّه لاستعمال حركةٍ لم يعتد على استعمالها [وهي حركة مسح لحيته] التي وردت كردّةِ فعلٍ تولّدت إثر سؤال حفيده المفاجئ..



وهي بنظري تدلّ على نوع من [الحسرة، القلق، الحياء] والتي توازت معها ابتسامة دلّت على إدراكه ببواطن الأمر الذي سئل عليه واستحضاره للجواب في مشهدٍ لخّصه دون التعمّق به.



حيث ذكرَ الكاتب على لسان الجدّ: [الشّارة]


والتي تعني بالقاموس المحيط [الحُسْنُ، والجَمالُ، والهَيْئَةُ، واللِّباسُ، والسِّمَنُ، والزِّينَةُ]


وأغلب الظنّ أنّه قصد من خلال توظيفها [الهيئة التي تحصر بدورها نوع اللّباس والزّينة..]


مثلما ذكر السّلوك والطِّباع،



فالسّلوك عبارة عن أفعال يقوم بها الشّخص أو ينتهجها [ومنها الحسنة والسيِّئة] وبدورها تنبثق عن حسن الأخلاق أو سوئِها..


فإذا نمت النّفس البشريّة على طيب الأخلاق صدر عنها سلوك حسن والعكس واضح..



أمّا الطِّباع فهي السَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها الإِنسان والتي تختلِف من شخصٍ لآخر حسب المحيط ونوع التربية التي تلقّاها منذ نشأته..



وتكمن العلاقة بين السّلوك والطّبع في كون هذا الأخير يَظهر على شكل سلوك [أو أفعال] تألفهما مواطن الاستشعار فتُصبح طباعا مع تكرارِ القيام بها.


ـــــ


عودة للبِّ النصّ، فقد بدأ كاتبه بالتطرّق للسّلبيّات الحاصلة:


تبدُّل الشّارات أو الهيئات [وخصّ هيئات الذّكور والإناث]


ممّا أوحى للتّغيير الذي طرأ بدءا من طريقة لبسهم وتسريحة شعرهم وحتى مشيتهم


وقد صدق، فالذّكر أصبح متشبّها بالأنثى وهذه الأخيرة متشبّهة بالذّكر..
حيث طغت عليهم موضة العصر وكسرَتْ هيئتهم.


فقد كانت أفعال الجنسين تسهِّل علينا التعرّف لكلّ جنس،


ومن المعلوم أنّ سلوك الأنثى يختلِف عن سلوك الذّكر اعتبارا بالهيئة التي أوجدهما الله عليها، وبما تستدعيه الأخلاق بالشّريعة الإسلاميّة، ودور كلّ واحد منهما من خلال المهامّ التي يقومان بها بحياتهم العمليّة..


حيث تقلّدت بعضهنّ مناصب يفترض أن يشغلها الرّجال في حين نجد بعض الرّجال يتقلّدون مناصِب تليق بالمرأة !!



وعودة لاختلاط سلوك الجنسين فعلى سبيل الذّكر ظاهرة الإدمان على التّدخين والمخدرات، فإن كانت ترتكز على السّلوك السّيئ فقد تعدّى إدراجها ضمن الأفعال السيّئة للذّكور حين أصبحت الأنثى تدخّن ولا تكترِث بنظرة الرّجل لها أو حتى نظرة المجتمع !



إذن فحسبَ الجدّ أصبح من الصّعب التّفرِقة بين الذّكر والأنثى وأنّ اختلاف هيئتهما في الأصل لم يعُد مجديا للتعريف بكلّ منهما..



وفيما يخصّ هذا الجزء: [لكن يبدو لي أنه من استطاع من الطيور ولّد الآخر بيضة]


فمؤكّد أنّه لا يتحدّث عن قضيّة الولادة لأنّه أمر مفروغ منه، ولأنّ الولادة من خصائص الأنثى بِأمرٍ من الله تعالى..



وأعتقِد حسب قراءتي أنّه يرمي لغياب قوامة بعض الرّجال وانحِطاط كلمتهم وتقلُّص أدوارهم وضعف مسؤوليّاتهم في


الوقت الذي أصبحت فيه المرأة تؤمن وتنادي بصوتٍ يفوقُ حجمها بضرورة المساواة بين الجنسين وتنادي بحريّة التّعبير والتّقرير


وتعدّت بعضهنّ هذا الأمر للتّطبيق على مستويات مختلفة بدءا بالأسرة وأماكن العمل وغيرها..


فأصبحت السّيطرة لا تقتصِر على الرّجُل، بل من السّهل جدّا أن تُخضِع المرأة الرّجُل وتحكمه وتتسلّطَ عليه


وخير الدّلائل وجودها بمناصب عمل على مستويات عليا كالوزارة وغيرها..


ولما لا سيطرتها الكاملة على أفراد أسرتها دون استثناء زوجها وهي حالاتٌ لا يخلو منها مجتمعنا للأسف الشّديد.



فأن تولِّد الأنثى الذّكرَ بيضة يعني أنّها تمتلك زمام أمورِه وتُخضِعه وتسيطِر عليه قلبا وفِكرا،
فتكون سيطرتها مصدرا لأفعاله وأقواله التي نعيبُ لغتها حينما تصدُرُ دون ملامح القوّة والحزم.



حفظنا الله وإيّاكم وسائر المؤمنين والمؤمنات من لظى اختلاط الشّارات.









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2012-10-16 في 21:32.
رد مع اقتباس