الكاتِب كما عَرفتُه في (ما بيننا !
حينما تقرأ للأستاذ "بلقاسم الشايب" تُدركُ كَمْ يلتصِقُ هذا القلم بالحرفِ و كم يقترب منكْ (القارئ) ، وكم يجدُرُ بي أن أكونَ صديقه ،
وكأنّي أتصوّره من سُلالةٍ أدبيّةٍ أخرى ، ليست كالتي وجدناها على طاولات الدراسة و رفوفِ المكتبات ونحنُ في بداية تحسّسنا للحرف ..
أقول عنه كاتبٌ بسيط تجده في كلّ مكان دونَ أن تبحثَ عنه ، فهو لا يُحبّ -زعمًا- ربطات العُنق ، كاتبٌ يأكلُ الطّعامَ و يمشي في الأسواق ،
إنّهُ لا ينتمي للروائيين الذين يتخفّون داخل الورق ، ليمارسوا الكتابة عن بُعدٍ ،
إنّهُ كاتبٌ لا تُحيطهُ هالةُ الكبرياء ، ولا يلفّهُ الغموض فهو واضحٌ ، لكنّهُ لا يتراجع ! ’’
ــــــــــــــــــــــــ
لا شكّ أنّ كِتابة (القصّة القصيرة جدا) يستدعي الفِِطنةَ و اليَقظة ،والقدرة الكبيرة على مزجِ الخيالِ بالواقع ، و حشرِ الفكرة بفوضى ، و ضخّ المشاهد بانسِياب وهُدوء ، حتّى لا تُهيّئ مكانًا للكلمة القادمة ، ترقّبًا لمُعاكسةِ اتّجاهِ الرّؤية
لحظةَ الدّهشة !
../..