منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قراءات نقدية للنصوص الذهبية ((ملحق تابع لمسابقة النص الذهبي))
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-24, 19:50   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
الفيلسوف الجديد
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الفيلسوف الجديد
 

 

 
إحصائية العضو










B1 قراءة في نص " ثلاث سنوات "

قراءة في نص "ثلاث سنوات "
النص : ثلاث سنوات
الناص: younesi
متن النص:
لم يكن من اللائق المرور على هذا الموضوع وعدم المشاركة فيه وكل واحد فينا كتب على الاقل بعض الكلمات في وقت مضى
فكان لابدمن تذكر الماضي والتلذذ بآلامه
كغيري من البشر احببت فتاة ثلاث سنوات كاملة
ولانالصبر له حدود صارحتها
فكتبت لي رسالة تخبرني بأنمعّزتي عندها من معّزة الاخ
فكان ردي لها طويل عنونته ثلاث سنوات وقد اختصرته لكم
فكانتهذه الكلمات
بعد ان تعذبنايجبان نتعذب من جديد فالأرض تضحك لبكاء السماء
اللامعقول ان نجرح فوق الجُرح مرتينو المعقول ان نصمد، ان نصمد رغم الالم الروحي
أحيانا يكون الاعترافسيد الهزائم عندما نجد انفسنا امام حقائق كثيرة تقنعنا بأننا هُزمنا
وما أصعب الاعتراف عندما نملك نفساعزيزة تأبى بكل المعاني ان تكون محطة للتلف
ثلاث سنوات وأنا اقتسم بيني و بينكِالايام لم يخطر ببالي ان اتمرد على قانون الصداقة لكني فعلتها و تمردترغماً عني ، وسقطت كل الاقنعة
حاولت مرارا ان اتجاهل الأمر ،أناُخضع قلبي الى المعقول لكنه يأبى ويصر على ان تكوني انت التي تسكنيه بلامنازع فقررت الابحار وتركت كامل الحرية لمشاعري لتٌُعبر عن نفسها
في البداية فكرت انه مجرد احساسعابر سينتهي لكني كنت مخطىء فقد تعديت حدود الصداقة ووصلت الى الحب الصادق
ربما يكون ردي على ماقلتيه متاخرا بعض الشيء لانه لم يكن لدي الوقت الكافي لالم شتات نفسيالضائعة بين الالم ومرارة الانتظار ورغم هذا وذاك سأكتب لك على ظهر هذاالبياض اجمل لغات العشق في زمن التردد و الخراب أحاول ان اختلس من الأدبأحلى ألوانه ومن الشعر أوزن ابياته ..وبعد :
لعل القدر الذي جعلكِ تعودين من وادالنساء هو نفسه الذي جعلني اعود من واد الصبر
الذي قضيت فيه ثلاث سنوات
ثلاث سنوات كلها ألم
ثلاث سنوات مرمي في ارض الاحتياجاتوهناك لا استطيع النجاة
ثلاث سنوات وحياتي بين مر وأمّر
ثلاث سنوات لم تعرف حياتي فيها معنىللسعادة الحقيقة
ثلاث سنوات قلبي فيها ما اختار سواكلانكِ اخذته بسحر النظرات
ثلاث سنوات كلما احيا فجرا جديدايبتسم لي الامل رغم الالم الذي يسكن بذات صدري فتمحوه اشراقة الشمس علىالكون
ثلاث سنوات والحب بأعماقي يرفض الاستسلام لواقع اذاقني مرالكأس
ثلاث سنوات لم يقهرني فيها الانتظار لاني لم اكن اعدمالوسيلة للوصول اليكِ ،فالطريق وقد فُرش كله أشواك وقدري ان اقع في حب فتاةبعيدة عني بجسدها قريبة مني بأحاسيسها
ثلاث سنوات روحي تناجي روحك في صمتمستكين وانت لا تعلمين
ثلاث سنوات وانا احبك وانت لا تحسّينبل اصبح حبي لكِ في أعلى درجاته وانت لا تدركين
ثلاث سنوات جعلتكِفيها زهرتي فيالربيع وعمري الذي لا يضيع
أنا لا احدثك عن ماضٍ مضى أو مستقبلمقبل انا احدثك عن رواية دامت ثلاث سنوات ابطالها حب وصبر وامل
ثلاث سنوات مع ابتسامتك اعيش ايامي
ثلاث سنوات وحبك يمنحني ابتسامةالحياة وكرهك اغنية حزينة يتلوها القمر كل ليلة عند سريرنومي
.........................
آه.. كم هي فاترة هذهالكلمات امام لهيب ما احس به نحوك
انت يا أعذب الكلمات التي يطرب لهاسمعي انت يا من اذبت كل اكوام الاسى التي شكلتها مرارة الايام بداخلي انتيا من حررت كل المشاعر التي كان يحبسها اكتئابي انت يا من خلصتني منالاغلال اللعينة التي كانت تُكّبل انطلاقي انت يا من احرقت كل احساس بالياسكان يعشش بين ثناياي
انت يا احلى عرجون تمر قطفته من نخلةعمري
انت ياأغلى كنز في حياتيانت حين اركِ يغمر قلبي نور الامل اراكِ كأنك قطعة من قمر .........
ولما مللت الانتظار و العوم في كلالبحار وفاضت بي الأسرار وتناثرت من يدي الازهار قررت ان اصارحك بما لماصارح به احد من قبل
يوم اخرج القلب ما كان يحمله ايامزمان ، صارحتك بألمي صارحتك عن بكاء قلبي الجريج علني من العذاب استريح
فلما نطق اللسان ورفعت بصري لأراكصامتة ..اذ بالمرض عند رأسي وكأني فعلتُ جُرما لن تسامحني السماء عليه
لكني ارتحت لاني صارحتك بعد ثلاثسنوات
.......
ليأتي الرد او بالأحرى ليأتي اليومالاسود في حياتي انه الأحد 04/01/04 انظري حتى التاريخ يُقرأ من الجهتينلان حياتي في ذلك اليوم اصبحت بين نارين بل صرت العب دوريندور في محكمةاستنطاق الكلمات وانا مشتت الافكار ودور ثاني صعب نُسف فيه قلبي لاول تجربةلي في الحب
.....
ردك ذاك اوقف معركة بل حرب بينيوبين الجفاء و الغموض
ردك ذاك اطفأ شمعة املي واغلق ابواب فرحتيردك ذاك اغرق زورق نجاتي بعد ان قاوم كل الصدمات ليصل الىميناء رضاك
ردك ذاك جعلني اجني الشوك و جحيم الذكريات وجعلني لا افهممن الدنيا غير آلامها و أحزانها
ردك ذاك جعلني وحيدا اطرح الاشكالات
ورغم كل هذا اقول لقلبي لا تحزن انك احببت نورا اشرق فيالظلمات
...........
ها قد بقيت لافجع بأحد الاحبة ها قدبقيت لافجع بكِ و انت حية ترزقين ولكن رغم الالم و رغم صدمة الفاجعة التيألمت بي فانا اتمنى لك ومن اعماق قلبي ان تجدي من يحقق لك السعادة الحقيقيةرغم ان السعادة الحقيقية في هذا الوقت اصبحت كمن يبحث عن ابرة في كومة قشفي هذا الزمن بالذات زمن الضياع زمن التردد و الخراب زمن العنصرية وحبالذات
وكل هذا الألم لا يضاهي ألم فنائي وأيُّ الم
ثلاث سنوات اُختزلت في يوم واحد كنتاكرهه مقدار حبي لكِ
الا اني سأفضله عن باقي الايام لاني فيه ارتحت من العذاب
...
وفي الاخير اليك كلماتي الختامية
وما اتعسها من نهاية وما احزنها
انا لم اكتب هذه الكلمات حتى تشفقيعليّ انا كتبتها لتعرفي اني احبك وان الذي صارحك تعذب ثلاث سنوات كاملةلميعرف فيها معنى للسعادة ،معنى للفرح
ثلاث سنوات معذب بنظرات سحرية عابرة
ثلاث سنوات وهو يحاول كسر جدران صمتك والتجول في حدائققلبك ويغرس لكِ وردتين واحدة للحب والاخرى للحياة لعلكِ تبتسمين و تموتالآهات..
لقد قبلتي بي اخاً ورفضتني مُحبا فأقحمتيني عالم من الحزنالمتراكم فلم اعد احلم بمن يقاسمني هموم الليل ما عدا الدمعة التي ابت الاان تقاسمني العمر كله حلوه و مره
...............سنين عمري مالكِ تمضين و تبقين في قلبي الشوق و عذابالحنيناليوم انتهيت هل تفهمين ؟ وحدي عشت مرارته و تجرعتها ورغم هذا و ذاك سأعيش وذكراكتنهش لحمي حتى نهاية حياتي ولا اريد منكِ سوى ان تسامحيني اذا ما اخطأت فيحقك ..لاني سأرحل عن عالم الحب لانه لا مكان لي فيه
اهدي لكي تحياتي ووفائي فلا تطلبيعليها شهود
لان حبي ليس له حدوديأول واخر من احببته في هذا الوجود


القراءة:

1/همس: لاتُعَرِِّف بنصك، و دَعه يُعرف هو بنفسه، فأجمل النصوص ما كان بلا مقدمات و لا ممهلات، أن يفاجئك النص فيجتذبك إلا منه، كما يعاتب على النص طول قامته، و شهق أطرافه، رغم أنك أعلنت في البدء اختصاره، فلو أنك استغنيت عن كثير بقليل، عن فقرات بكلمات، و عن عبارات بحروف، فاللغة أكبر من كل حكي، و أدق من كل سرد يشغلك عن متعة القراءة، المبدع الحق و القح هو الذي يحسن التحكم في احتراقه ليبلغ احترافه، فلا تترك التوقيع يأخذ بعيدا عن الإيقاع.
2/موت النص: ولد النص ميتا إلا من نوحك، إلا من جراحاتك الدامية، فالمتلقي المحترف يراك تبكي و تئن لكنه لا يصدق فيك كاريزما البوح، لا يعثر في نصك عن نوسطالجيا الحكي، نرى دمعك لكننا لا نبكي معك، فاستخدامك لكثير من الكلمات العادية، و التي يكثر استعمالها في النصوص، لا يرشح نصك لمسابقة ما، ربما تصلح هذه الكلمات للتواصل الإخباري والإبلاغي و الخطابي، لكنها قاصرة بلاغيا و بيانيا، نذكر : تعذبنا، نتعذب، اللامعقول، الاعتراف، نصمد، أحيانا، حقائق، نلمك، عزيزة، يخطر، ببالي، قانون، الصداقة، فعلتها،حياتي، العنصرية... فنصك يشبه تقريرا إداريا لحالة وجدانية تخصك وحدك.
3/التراكيب الجاهزة: يعاب على النص طفو التقريرية، و يراد بها تلك العبارات المتداولة عند عوام الناس، و نشرات الأخبار، و قصاصات الجرائد، مثل: سقطت الأقنعة، لم يكن من اللائق، إحساس عابر، رغما عني، رغم الألم، لم يخطر ببالي، مرمي في أرض، أعيش أيامي، مرارة الانتظار، أذاقني مر الكأس، تنهش لحمي، لا مكان لي فيه، أخطأت في حقك، بعيدة عني بجسدها قريبة مني بأحاسيسها، يبحث عن إبرة في كومة قش... فهذه الجمل تقتل النص، و تغتال جماليته.
4/سيل من الإطناب: التزم النص بنسقية تكرارية و منظومة من الكلمات الآلية، بلا روح و لا هوس، تنهك فضاء النص، و تذيب الحرقة عنه، موبوءة بالسطحية، كان بالإمكان تفاديها، نذكر شخوصها : (تعذبنا يجب أن نتعذب من جديد) (نجرح فوق الجرح) (تضحك لبكاء) (ثلاث سنوات = ذكرت 24 مرة) (أنا لم أكتب هذه الكلمات)(لكني كنت)(ماض مضى)... هي عبارات مستهلكة مكررة، لا تفوح بالمحسنات البيانية، و لا تبلغنا شواطئ التيه، فخير الكلام ما دل و قل، فالدلالة عندنا سابقة القلة عند الكثير من الناس.
5/بيني و بينك = لا تباشر الحب كتابةً، لا تعلن في الركض صخب الصمت، لا تقص وجعك لوجه لا تراه، أفرغ دمعك في منديل ثم ابدأ البوح من جديد، نصك يصلح لغير هذا المقام، فالسباق لا يدخله إلا الراسخون في الصنعة و الدربة و الأهبة و الأهلية، فحسب علمي أنّ اللجنة المنتقاة لا تستطعم مواضيع العشق و الهيام، تريدك أن تكتب بلقب من ورق، و جرح من حديد، أو أن تلمح إلى عشق بلا نساء، أو إلى نساء من ظل.
6/ما يحسب للنص: صدق فكره و وضوح نبراته، و حرص صاحبه على التسرد به إلى مرافئ الهدوء، فالنص بطيء إلى أقصى حد، حتى و إن كان يحمل كل الهواجس، فغرض الناص فيه أن يكثف النفس، و هذا ما يشق حتى على الكاتب المحترف، فنادرا ما تصادف نصا يبقيك شامخ الذهن سائح الهمة يفرش لك الأوتار والأسحار، و تطيب له من حيث أنك تريد.
7/تصويبات: نوجز منها ما بلغنا:
-كان ردي لها طويل (طويلا)
-سأفضله عن باقي (سأفضله على باقي).

-كنت مخطئ (كنت مخطئا).
-قبلتي (قبلت).
-فاقحمتيني عالم (عالما) ، فاقتحمتيني = تركيب غير صحيح.
-شهود (شهودا).
-لكي (لك).
-أرك (أراك).
-أوقف معركة بل حرب (حربا).
-يأول و آخر (يا أول و آخر).
8/ مقابسات: لو أنك صغت جملك في رونق من خلاف، فنصك يهيم في الرخو، و إليك مني هذا الوتر الذي عدلته من صوغك معتذرا:
الأصل :
ثلاث سنوات كلها ألم
ثلاث سنوات مرمي في أرض الاحتياجات و هناك لا أستطيع النجاة،
ثلاث سنوات و حياتي بين مر و أمر
ثلاث سنوات لم تعرف حياتي فيها معنى السعادة الحقيقية
ثلاث سنوات قلبي فيها ما اختار سواك لأنك أخذته بسحر النظرات
الصياغة : أقترح عليك الصيغ الآتية، فكل منها ينقل لنا كل ما تجود به قريحتك لكن في بوتقة التلاشي و الإطلاق.
1-حين تغيبين يولد الرحيل داخلي... فلا سفر إلا حين تحضرين
2-متعب سفرك ... و متعب أكثر أنك لا تسافرين
3-يكبرني الجرح في ممراتي.. يغرق سحرك مراكبي، قلبي بين يديك، فأخبريني متى أحيا، فموتي سيدتي أتعبني.
9/نسق النص: النص أقرب إلى المراسلات الخاصة، و الرسالات الثنائية، نحن لا نخفي عن النص تلك الحمولة الجميلة من التنهيدات التي ترافق أزقة الكتابة، و لا ننفي فيه سلامة اللغة ووضوح الشأن، لكن أوافق اللجنة أنّ نصك لا ينافس الأوائل، رغم أني استمتعت حين عناق جذوره، وجدانيا نصك جميل، بديعيا يحتاج إلى المزيد.



مع تحيات الفيلسوف الجديد
24/08/2012









رد مع اقتباس