منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فالتمسوها في العشر الأواخر !..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-08, 19:41   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أهل الأهواء والبدع محرومين من الانتفاع بالدعاء الوارد في ليلة القدر
-اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى


عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ,
مَا أَقُولُ فِيهَا?
قَالَ: " قُولِي: اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ اَلْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي " " رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ,
وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَالْحَاكِمُ (1).

الشرح :
قولها ( أرأيت ) : معناها أخبرني إن علمت
( ما) هنا استفهامية
اللهم : يعني يا الله حذفت يا النداء وعوضت عنها الميم والميم تفيد الجمع
قوله ( إنك عفو تحب العفو ) هذا توسل لله عز وجل بهذا الاسم والصفة
العفوّ : هو المتجاوز عن سيئات عباده سواء كان ذلك بالعفو عن ترك واجب أو بالعفو
عن فعل محرم لأن استحقاق الذنوب يكون بأمرين إما بترك واجب وإما بفعل محرم


فوائد الحديث :

أن ليلة القدر يمكن العلم بها لقولها
( إن علمت ليلة القدر ) وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم
أقرها على ذلك ولم يقل إنها لا تعلم
.
حرص عائشة رضي الله عنها على اغتنام هذه الليلة المباركة حيث قالت
(أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ,
مَا أَقُولُ فِيهَا؟ )
لتغتنم هذه الفرصة .

أنه ينبغي للإنسان أن يسأل العالم عما يخفى عليه

أن الدعاء يطلق عليه اسم القول لكنه قول مع الله وخطاب مع الله ، ولهذا لو دعى
الإنسان في صلاته ربه لم تبطل صلاته لأنه يناجي ربه بخلاف سؤال الغير فإن الصلاة تبطل به .

إثبات اسم العفو لله عز وجل لقوله
( إنك عفو

إثبات المحبة لله لقوله
( تحب العفو ).

بيان كرم الله عز وجل وأن العفو أحب إليه من الإنتقام لأن رحمته سبقت غضبه فهو جل وعلا
يحب العفو ، لذلك كان يعرض التوبة على عباده "
إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل ويبسط
يده بالليل ليتوب مسيء النهار


الرد على أهل التعطيل الذين يمنعون الأفعال الاختيارية لله عز وجل لقوله
( تحب )( فاعفو عني ) .

جواز التوسل بأسماء الله وصفاته لقوله
( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) وهذا أحد أنواع التوسل
وقد مر علينا أنه ستة أنواع والسابع يمكن أن يجعل .

الرد على المتصوفة الذين يقولون لا حاجة إلى الدعاء ويقولون إما بلسان المقال أو بلسان الحال :
علمه بحالي يكفي عن سؤالي وهذا إبطال صريح لقوله تعالى "
ادعوني استجب لكم " .

احتقار الإنسان نفسه لأنه في هذه الليلة الذي كان من المتوقع أن يسأل خيرا وفضلا ذهب يسأل
العفو سؤال المسرف الجاني على نفسه .


الردّ على الفلاسفة الذين يقولون إنه لا حاجة إلى الدعاء لأن هذا المطلوب إن كان مكتوب أتاك
من غير دعاء وإن كان غير مكتوب لم يأتك ولو بدعاء ، فنقول إن هذا القول يبطل قول الله تعالى
"
ادعوني استجب لكم " وأيضا يبطل الواقع فإن كثيرا من المرضى يسألون الله عزوجل فيشفون وكثير ممن واقعون
في هلكة فيسألون الله تعالى فيستجيب لهم ، ونقول لهم إن هذا الشيء حاصل بالدعاء وأنت قد كتب عليك أن تدعو
وأن يأتيك المطلوب هذا أمر لابد منه .

_المصدر : شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام - (1 / -122-123) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

منقول









رد مع اقتباس