منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ألف حكاية وحكاية مع فارس الجزائري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-05-17, 01:13   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 34

قصة أبي نواس مع شاعر الأندلس.

كان عباس بن ناصح، الشاعر الأندلسي، لا يَقْدَم من المشرق قادمٌ إلا سأله عمن نجم(1) هناك في الشعر، حتى أتاه رجل من التجار فأعلمه بظهور أبي نواس، وأنشده من شعره قصيدتين؛ إحداهما قوله:
جريتُ مع الصبا طلق الجموح.
والثانية:
أما ترى الشمس حلت الحملا.
فقال عباس:
هذا أشعر الجن والإنس. والله لا حبسني عنه حابس.
فتجهز إلى المشرق. فلما حل بغداد نزل منزلة المسافرين، ثم سأل عن منزل أبي نواس، فأرشد إليه، فإذا بقصر على بابه الخدم. فدخل مع الداخلين، ووجد أبا نواس جالسا في مقعد نبيل، وحوله أكثر متأدّبي بغداد، يجري بينهم التمثل والكلام في المعاني. فسلم عباس وجلس حيث انتهى به المجلس، وهو في هيئة السفر.
فلما كاد المجلس ينقضي، قال له أبو نواس: من الرجل؟
قال: باغي أدب.
قال: أهلا وسهلا. من أين تكون؟
قال: من المغرب الأقصى. وانتسب له إلى قرطبة.
فقال له: أتروي من شعر أبي المخشيّ شيئاً؟
قال: نعم.
قال: فانشدني.
فأنشده شعره في العمى. فقال أبو نواس:
هذا الذي طلبته الشعراء فأضلته. أنشدني لأبي الأجرب.
فأنشده. ثم قال: أنشدني لبكر الكنانيّ.
فأنشده. ثم قال أبو نواس:
شاعر البلد اليوم عباس بن ناصح؟
قال عباس: نعم.
قال: فأنشدني له. فأنشده:
فأدتُ القريض ومن ذا فأد
فقال أبو نواس: أنت عباس؟
قال: نعم!
فنهض أبو نواس إليه فاعتنقه إلى نفسه، وانحرف له عن مجلسه.
فقال له من حضر المجلس:
من أين عرفته أصلحك الله؟
قال أبو نواس:
إني تأملته عند إنشاده لغيره، فرأيته لا يبالي ما حدث في الشعر من استحسان أو استقباح. فلما أنشدني لنفسه استبنتُ عليه وجمةً، فقلت: إنه صاحب الشعر!



(1) نجم: ظهر.









رد مع اقتباس