منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معالم في الوسطية والاعتدال ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-07, 10:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


إن منهج أهل السنة تميزعن الفرق الأخرى بخصائص ،فكان من ثمرتها على أهل السنة سلوك مسلك الوسطية ، فمن هذه الخصائص :
1ـ سلامة مصدر التلقِّي : للكِتاب والسنة والإجماع ،قال شيخ الإسلام "ويزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة وظاهرة مما له تعلّق بالدين " ا هـ مجموع الفتاوى (3/157).
وقال شيخ الإسلام :"وكذلك في سائر أبواب السنة هم وسط ؛لأنهم متمسكون بكتاب الله ،وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان " ا هـ (3/375)المجموع .
وقال في وصْف الفرق المخالفة للسنة :"وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع ،فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة " ا هـ (3/245) من" مجموع الفتاوى" .
2ـ التسليم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كما قال الطحاوي :" ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام " وذلك لأن العقول لاتدرك الغيب ، ولا تستقل بمعرفة الشرائع على سبيل التفصيل ؛لعجزها وقصورها ،أما الآخرون فيحكِّمون آراءهم وعقولهم وأهواءهم على النصوص ، ومنشأ فساد الأمم والأديان إنما هو تقديم العقل على النقل ، والرأي على الوحي ، والهوى على الهدى .
3ـ موافقة منهجهم للفطرة السليمة ،فالنقل الصحيح لا يعارض العقل الصريح ، وأماغيره من منهاج فهو مجموع أوهام وتخرُّصات ، تُعمي الفطر,وتُبلِّد العقول .
4ـ اتصال سند هذا المنهج بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والصحابة و التابعين، وأئمة الدين ، فالخلف أتباع للسلف ، والعبرة بالأمر العتيق ، ومالم يكن بالأمس ديناً ، فليس اليوم بدين .
5ـ الوضوح والسهولة والبيان قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكِر ) فلا تعقيد في هذا المنهج ولا غموض ،ولا التواء ، انظر قوله تعالى : (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) وقوله تعالى : (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) وقوله تعالى أفمن يخلق كمن لايخلق ) وقوله تعالى: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ، قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ، أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).
6ـ السلامة من الاضطراب والتناقض واللبس كما قال الله عز و جل : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)أما العقائد الأخرى فلا تَسَلْ عما فيها من الاضطراب والتناقض واللبس : فالرافضة يقولون : "إن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون ، ولا يخفى عليهم الشيء، ويعلمون متى يموتون ،ولا يموتون إلا بإذنهم " ومع ذلك ينقلون عنهم أنهم أخذوا بالتقية ، وأن إمامهم الثاني عشر في الشعب مختفٍ حتى الآن من أعدائه !! فإذا كان لا يموت إلا بإذنه ، فلماذا يختفي ؟! ويدّعون أن أئمتهم لهم هيمنة على جميع ذرات الكون، فماذا أبقوا لله عز و جل ؟ ثم لماذا تسلط عليهم غيرهم ، وأخذوا الملك منهم ؟! وأكثر دين الرافضة قائم على الجهالات والتناقضات ، وحدِّث ولا حرج عما عند غلاة الصوفية من تناقضات قبيحة، حتى بلغ ببعضهم القول بالحلول والاتحاد.
وكذا الجهمية الذين يعبدون عدما ،والمرجئة الذين جعلوا إيمان أفسق الناس كإيمان الملائكة والرسل!!وكذا القدرية الذين نفوا القدر، ومقابلهم الذين احتجوا بالقدر على المعايب والذنوب .
وإذا نظرت إلى تناقضات اليهود والنصارى فبحر لاساحل له.
والشيوعية أنكروا الله عز وجل وجميع الأديان ، ولما سُلِّط عليهم هتلر أمر "استالين " بفتح المعابد والتضرع إلى الله تعالى ، فالقوم متناقضون غير ثابتين على كلامهم، قال تعالى: ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم).
ولذا فعقيدة أهل السنة قد تأتي بالمُحَار لا بالمُحَال والتناقض: كما في عذاب القبر ونعيمه والمغيبات ، فهي أشياء تحار في كيفيتها العقول، ولذا أمرنا بالتسليم ،وليست هذه الأمور محالة عند العقل الصحيح الصافي من الشهوات والشبهات ، أما اليهود فيزعمون أنهم شعب الله المختار، وأن الله خَلَق الشعوب الأخرى حميراً يمتطيها اليهود ،فكيف ينسبون إلى أحكم الحاكمين التحيز لشعب دون بقية الشعوب ؟! والنصارى يقولون باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد ـ فكيف يكون الثلاثة واحداً؟!
وصدق من قال:

جعلوا الثلاثة واحداً ولو اهتدوْا لم يجعلوا العدد الكثير قليلا!!
"ولذا قالت طائفة من العلماء: إن عامة مقالات الناس يمكن تصورها إلا مقالة النصارى ، وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا ، بل تكلموا بجهل ، وجمعوا في كلامهم بين النقيضين ، ولهذا قال بعضهم : لواجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحد عشر قولا ، وقال آخر : لو سألت بعض النصارى وامرأته وابنه عن توحيدهم ؛لقال الرجل قولا ، وامرأته قولا آخر ، وابنه قولا ثالثا " انظر" الجواب الصحيح" (2/155)وهداية الحيارى ( ص321).
والرافضة يرون نقص وتحريف القرآن الذي بين أيدينا ، وأن القرآن الصحيح مع الغائب المنتظر في السرداب الذي سيخرج في آخر الزمان ، فما الفائدة من قرآن سيظهر بعد موت معظم الأمة ؟! وأما النصيرية فلهم القِدْح المعلى من هذه الترهات ، فسائر فرقهم يعبدون عليا ، ومع ذلك يعظمون قاتله عبدالرحمن بن ملجم ،بزعم أنه خلّص اللاهوت من الناسوت !!
وقبلة البهائين حيث يوجد زعيمهم البهاء المازندراني ، وتتقلب بتنقله ،فكيف يتأتى لهم العلم بتنقل زعيمهم قبل الهواتف والأجهزة الموجودة في هذه الأيام ؟ بل مع هذه الأجهزة كيف يتأتى لهم في بقاع الأرض العلم بذلك على وجه الدقة؟
أما منهج أهل السنة فليس فيه تناقض ولا اضطراب ، وما من إشكال أورده أهل البدع على أهل السنة إلا أجاب عليه علماء السنة بما يوافق العقل والنقل ، ولو نظرة فيما عند أصحاب هذه الإشكالات لرأيت ما هو أطم وأعظم ، وصدق الله القائل : ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا).
7ـ العموم والشمول والصلاحية لكل زمان ومكان ، ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم آخر الرسل ، وشريعته آخر الشرائع ، والناس جميعا مخاطبون بها قال تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) وقال تعالى لأنذركم به ومن بلغ )فلا بد أن تكون شريعته صالحة لكل زمان ومكان ، ولذلك وجدت قواعد عند علماء السنة تحكم كل جزئية مستحدثة بحكم من أحكام الشرع ، وتلحق الجزئيات بالكليات ، والفروع بالأصول ، وترد الأشباه والنظائر إلى بعضها ، فتجمع بين المتماثلين ، وتفرق بين المختلفين ، كالقياس ، والأصل في الأشياء الإباحة ، والعمل بالعرف والمصالح المرسلة مالم يخالف ذلك نصا... الخ .
8ـ الثبات والاستقرار أمام الضربات المتوالية ، مما جعل المتمسكين بها أهل قوة في حجتهم ، أو تمكين وظهور على غيرهم ، ولا يمكن أن يزيلهم عدوهم بالكلية :
فما أن يظن أعداؤها أن عظامها قد وهن ، وأن جذوتها خبتْ ،حتى تعود جذعة ناصعة نقية ، فهي ثابتة على مر التاريخ ، لم تفت في عضدها تحريفات الغالين وتأويلات الجاهلين (إنا نحن نزلنا الذِّكر وإنا له لحافظون) فلم يحرف متأخرو أهل السنة ما كان عليه سلفهم ، كما هو الحال في الفرق الأخرى ، ومهما ملأت دعوة غير دعوة السنة الدنيا ضجيجا وصراخا، وبلغت أوج مجدها إلا وانفرط عقدها، وهدم نظامها على أيدي أتباعها ، كما حصل للشيوعية .
أما أهل السنة فلا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ، وذلك لسلامة إيمانهم ، قال تعالى الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ..." الحديث (م )فمتى أخذت الأمة بهذه العقيدة ؟ظهرت على عدوها ،وإلا تصدّع كيانها ، وتفرقت كلمتها ، وتسلط عليها عدوها . ثم إن الأمة الزائغة عن عقيدتها الصحيحة ، المنحرفة عن منهاج دينها القويم ؛ لاتلبث أن تهبط من عليائها ، وتنزل من شامخ عزها ، وتشرف على حضيض التلاشي والفناء ،فتلقى صَغاراً بعد شمم ، وخمولاً بعد نباهة , وذلاًّ بعد عزة ، وحطة بعد رفعة ،وجهلاً بعد علم ، وتقاطعاً بعد ائتلاف ، فما الذي أضاع الأندلس ،وأغرى النصارى باحتلالها وإذلال أهلها ؟ وما الذي سلّط التتار حتى شنوا غارتهم الشعواء على حاضرة الإسلام فذهب ضحيتها قرابة المليونين ، وتقوّض بسببها صَرْح الخلافة الإسلامية ؟ وما الذي سلط الأعداء على المسلمين في هذا الزمان إلا زيغ العقيدة ،وانتشار الأهواء وإعجاب كل ذي رأي برأيه ؟!
ومع هذا ، فلا يزال في الأرض من ينادي بقوة بهذه العقيدة المباركة، والسلسلة متصلة حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك .
10ـ تدعو إلى الألفة والاجتماع .
11ـ التميز والمفارقة للباطل.
12ـ سلامة القصد والعمل .
13ـ التأثير على السلوك والأخلاق والمعاملة ، فليست عقيدة مفرغة ، بل لا بد فيها من العمل وفق ما جاءت به الشريعة ، العلم يهتف بالعمل، إن أجابه وإلا ارتحل.
14ـ ربط خلف الأمة بسلفها .
15ـ عبادة الله بأسمائه وصفاته جلا وعلا .
16ـ لاتنافي العلوم الدنيوية النافعة .
17ـ تقدِّّر مكانة العقل ،وتحدِّد مجاله .
18ـ تعترف بالعواطف والشهوات الإنسانية ، وتوجهها وجهة صحيحة .ا هـ ملخصاً من كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة لمحمد بن إبراهيم الحمد.
19ـ لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
20ـ الإجماع حجة شرعية









رد مع اقتباس