إنا لله وإنا إليه راجعون.
طوال سنين حياتي التي عشتها في موطني وبلدتي وأغلى مكان في قلبي, مدينة غرداية, لم ألحظ أني كنت جيرانا لوحوش تنسب نفسها إلى البشرية واﻹنسانية التي خلقها الله وكرمها على جميع المخلوقات, لم أتصور يوما أن يخرج من قلوب بشر شرور لا يستطيع اللسان وصفها ولا العقل تصديقها, يقتلون بدماء باردة, و يسرقون كل ماتراه أعينهم, ويحرقون كل ماتطال أيديهم, وفوق هذا كله, يأتي نظام الفوضى ليساوي بين القاتل والمقتول, ويتخذ موقف المتفرج, وكأن ميزاب أصبح كمسلسل مرعب لأهله ومشوّق لآخرين, حلقاته إبتدأت منذ نحو ثلاثة أشهر وعدد حلقاته تنتهي بتدخل عاجل للحكماء والعلماء والراشدين من الجزائريين الذين تسري في دمائهم قيم اﻹيمان ومبادئ اﻹسلام وروح الوطنية الجزائرية اﻷصيلة و الذين نعلم ونأمل فيهم خيرا في إحلال الحقّ وإعلاء العدل, فإلى متى هذا الصمت المقيت وهذا التعتيم اﻹعلامي النّتن, ألسنا مواطنين جزائريين لنا حقوقنا في اﻷمن واﻷمان في أعراضنا وأموالنا وأهلينا, لماذا ندفع الضرائب ؟ هل لتُعاملنا الدولة مثل هذا التعامل الذي يدلّ على التسيّب واللاّمبالات وسقوط قيمة المواطن من أعين الحكّام ومن أولوياتهم, قالوا لنا إدفعوا الضرائب لصالح الجزائر العزيزة ففعلنا, قالوا لنا إنتخبوا لصالح الجزائر العزيزة ففعلنا, قالوا لنا ساهموا في نهضة الجزائر العزيزة فكنا السبّاقين في البناء والتعمير, قالوا ثم قالوا ثم قالوا... ففعلنا, لكن, عندما قُلنا وفّروا لنا اﻷمن والذي يعدّ من حقوقنا لم يفعلوا, عندما قلنا حاربوا المخدّرات ومروّجيها, ما فعلوا, عندما طلبناهم وطالبناهم وترجّيناهم وألححنا عليهم, لم نجد للآذان سمعا ولا للعيون نظرة ولا للقلوب رحمة. فالحمد لله, تسلّحنا بأقوى سلاح وهو اﻹيمان وإتّخذنا أفضل شريك وهو الله سبحانه جلّ وعلى, واعتمدنا على أهمّ استراتيجية وهي الوحدة, ورفعنا رايتنا بشبابنا اﻷبطال ومشائخنا اﻷخيار, فألف تحية وألف تقدير وإجلال لهم وألف عزاء إلى أهالي الشهداء, نسأل الله تعالى أن يتغمّدهم برحمته الواسعة ويلهم أهلهم الصّبر والسّلوان.
فهته كانت كلماتي القليلة الخافتة التي آمل أن تجد لها صداً في النفوس والقلوب, ودوما ودائما أردّدها وسأضل أردّدها في قلبي
#ميزاب عليها ومن أجلها أحيا, وعليها ومن أجلها أموت#