و لكن هل تظن فعلا ان تغيير الرؤساء سيغير من الامر شيئا ................الفساد امر عام ....................الجميع يسرق و ينهب........... بعضه بعضا .............الا من رحم الله و قليل ما هم ................
هل تظن فعلا انه يمكن ان يصل الى الحكم في زماننا اليوم رجل كابي بكر رضي الله عنه او عمر بن الخطاب ..................
هذا اقرب الى الخيال منه الى الواقع ..............بل انا شخصيا لا استطيع ان اتصور رجلا صالحا يترشح لمنصب رئاسة الدولة الجزائرية .............و السبب معروف ..............ان تكون رئيسا في الجزائر معناه ان تكون خفاشا تخرج في الليل لتصطاد و تعود في النهار لتنام ......
و هذا امر حتمي لانك تتعامل مع اسراب من مصاصي الدماء بعضهم سراقون و بعضهم عملاء للخارج و بعضهم مجرمون قتلة و بعضهم صالحون و لكنهم جاهلون و بعضهم جاهلون و لكن عندهم قدرة و منعة .....................
فكيف ستتصرف مع كل هؤولاء ..............هل تحكم عليهم بالاعدام و تقتل الملايين ............................قليلا من العقل رجاءا ..........فالسياسة اصلا وجدت لتحقيق التوازن ................و عندما تكون القوى الحاكمة هي قوى خير فلا يهم ساعة اذن اين تكون نقطة التوازن .................اما عندما تكون القوى الحاكمة هي قوى شر ......فلا شك ان نقطة التوازن هي تلك النقطة التي تسمح بتحقيق الحد الادنى من الامن و الاستقرار ............................
ماذا لو حاولنا ان نطرح القضية بوجه اخر ....................
و هي ان ننظر الى دول من حولنا كانت الى وقت قريب تتمتع بالامن و الاستقرار فاذا بها تتحدول الى خراب و دمار ..............
فهل هذا الامر بعيد عنا ......................
و ان كان بعيدا عنا ...........افلا يستحثق الرئيس بوتفليقة بكل ما فيه من مساوئ ان يشكر على انه حافظ على استقرار البلاد و امنها ......................
انا اعلم انه من الصعب على من يعيش في الجزائر ان يستخدم عقله و يصل الى هذه النتيجة ....و قد احاط به به البؤس من كل جانب .....
و لكن مع ذلك .....لابد من ظبط النفس و تحكيم العقل ..................
فالمعادلة لا يوجد فيها طرف واحد هو الرئيس بل فيها اطراف متعددة و الشعب جزء منها ................
و مادام الشعب غارق في الفساد و محاربة القيم و تشجيع الرذائل و الانحطاط ...فلا يمكن ان نتصور رئيسا يقوم بواجبه ....حتى و ان كان في نفسه صالحا فضلا من لن لو كان جاهلا او فاسدا ...................
و لكن الاهم من هذا كله ان لا تربط مستقبلك و مصيرك بالمستقبل السياسي للبلاد ........هذه اكبر غلطة يمكن ان يقع فيها الشخص ...........الله سبحانه و تعالى ضمن لنا ارزاقنا كما ضمنها للدواب و الطيور بالعهدة الرابعة او من دونها ........
و انما الواجب علينا هو اتخاذ الاسباب و ارض الله واسعة ........فعليك باتخاذ الاسباب المشروعة بما في ذلك الهجرة ان امكن .......و انئا بنفسك عن مشكلة لو اردت حلها فانك ستزيدها تسويدا الى سوادها ..........
و اعلم ان المعرضين لفخامته ليسوا باقل سوءا من المؤيدين ....
فاما ان تجدهم من الاعلاميين الماجورين ....يتلقون مقابل انتقاداتهم و حملاتهم الملايين من السنتيمات يوميا .....حتى و ان تباكوا على اطلال مقام الشهيد ..........
و اما ان يكونوا رؤساء احزاب و جمعيات و منظمات لطالما صفقت و بندرت ..........و حصلت مقابل ذلك ما يظمن قوتها و قوت ابنائها لسنوات ......فلما دارت عليها الدائرة غيرت لهجتها .و عاد هؤولاء عاد اولائك ...........
و بين هذا و ذاك هناك بغض المغفلين ممن يتسمون بالوطنيين يتكلمون و يقولون ..........فاذا حصلت الفتنة رايتهم يتبرؤون و يتبدلون .............
و اما الخوارج فمذهب واحد معروف لم و لن يتبدل ......و لو عاد ابوا بكر رضي الله عنه ........