منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إلى كل الحراكتة: أصلهم و فصلهم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-19, 14:15   رقم المشاركة : 257
معلومات العضو
المازني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse العروبة وعاء الإسلام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة numidia4ever مشاهدة المشاركة
العروبة مرض خبيث استورده بعض مرضى النفوس من المشرق لصباغة سكان شمال افريقيا بلون غير اللون الدي خلقه الله تعالى لهم....
فضحتمونا بهده العروبة... فعن أي عروبة تهلوسون علينا في ثامورت نيمازيغن ؟!!!!!!
المصري يحس بالغربة هنا في شمال افريقيا، فما بالك بالخليجيين!!!!
فأين هي هده العروبة الأسطورية ؟!!! لو كانت كما تظن، لما اشتكى اخوانك العرب بالغربة و الاختلاف وسط الشمال افريقيين...
فلتستيقظ من هلوساتك المرضية...

قال الإمام محمد الغزالي : لماذا ننوه بالعروبة ونعلي منارها ؟

العروبة وعاء الإسلام ... ذلك أنه بظهور الإسلام ٬ وباختيار العرب حملة له ٬ واختيار لغتهم لسانا للوحي الأعلى ٬ وانتهاء صلة السماء بالأرض في هذه الرسالة الخاتمة ٬ بهذا كله أصبح للعروبة شأن آخر ٬ شأن ضمن لها الكرامة والخلود. وسواء أكان العرب هم الجنس السامي كله ٬ كما يميل إلى ذلك بعض الباحثين ٬ أم هم قبيل محدود منه. وسواء أكانوا منتشرين أصلا بين المحيط الأطلسي والخليج الفارسي ٬ أم كانت جزيرة العرب هي وطنهم الواسع. فإن الطور الذي دخل فيه العرب باحتضانهم الإسلام قد أنشأهم خلقا آخر ٬ وأدخلهم التاريخ من أبواب شتى ٬ لا من باب واحد. ثم استحكمت الوشائج بين العرب وهذا الإسلام ٬ فأصبح يعرف بهم ويعرفون به ٬ لا يغض من ذلك أن بقية ضئيلة من العرب ظلوا على ديانتهم الأولى هودا أو نصارى. نعم اقترنت العروبة والإسلام من أمد بعيد ٬ في حضارة واحدة وتاريخ مشترك ٬ وشعر العالم كله بهذا الرباط القوي الجامع ٬ فهو إذا تصور الإسلام لا يستطيع أن ينسى العرب الذين آمنوا به وطوفوا أرجاء العالمين برسالته. وهو إذا تصور العروبة لا يستطيع أن ينسى الدين الذي أعلى شأنها ٬ وخلد أدبها ٬ وجمع من شتاتها دولة قدمت للإنسانية أزكى المثل وأرجح القيم. إن الإسلام لا ينفك عن العروبة أبدا ٬ ذلك أن القرآن الكريم قد اختارت الأقدار له لغة معينة ينزل بها ٬ وتكون وعاء لهداياته ٬ وهي العربية . قال الله سبحانه وتعالى: “وإنه لتنزيل رب العالمين ٬ نزل به الروح الأمين ٬ على قلبك لتكون من المنذرين ٬ بلسان عربي مبين. ”
وقال: “إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون ٬ وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم”. وأي قرآن يترجم إلى لسان آخر فهو قرآن على المجاز لا على الحقيقة؛ إذ هو تفسير أجنبي للوحي العربي ٬ أو نقل لما تيسر من معاني القرآن نفسه إلى اللغات الأخرى…
أما القرآن نفسه أصل الإسلام ومعجزة نبيه وسياج دعوته فإن الأسلوب العربي بخصائصه الثابتة جزء لا ينفصم عن جوهره ٬ ولا يمكن التجاوز عنه بتة. ومقتضى هذا ٬ أن العرب أدنى الناس إلى فقه الرسالة وإدراك مراميها ٬ ولعل ذلك معنى الآية : “وكذلك أنزلناه حكما عربيا”. سواء كان الحكم بمعنى الحكمة أو بمعنى السلطة. يقول الأستاذ الزيات: إن المسلمين اعتقدوا بحق أن لغتهم العربية جزء من حقيقة الإسلام لأنها كانت ترجمانا لوحي الله ٬ ولغة لكتابه ٬ ومعجزة لرسوله ٬ ولسانا لدعوته. ثم هذبها النبي الكريم بحديثه ونشرها الدين بانتشاره ٬ وخلدها القرآن بخلوده. فالقرآن لا يسمى قرآنا إلا فيها ٬ والصلاة لا تكون صلاة إلا بها. لذلك سارعوا إلى تعلمها والتكلم بها والتأليف فيها ٬ والتعصب لها ٬ والدفاع عنها ٬ والدعوة إليها ٬ حتى حلت محل الفارسية في العراق ٬ والرومية في الشام ٬ والقبطية في مصر ٬ والبربرية في المغرب. وأصبحت في عصر بني العباس وهو عصرها الذهبي لغة الدين والأدب والعلم والسياسة والإدارة والحضارة في أكثر الدنيا القديمة. وأصبح المسلم على اختلاف جنسه ينتقل من قطر إلى قطر في عالمه الإسلامي ٬ كما ينتقل من بلد إلى بلد في وطنه الأصلي. لا يجد مشقة في التفاهم ٬ ولا صعوبة في التعامل ٬ ولا شدة في المعيشة. ثم شغل المسلمون عربهم وعجمهم بالقرآن وفرغوا له. فكان دعاءهم في المسجد ٬ ونظامهم في البيت ٬ ومنهاجهم في العمل ٬ ودستورهم في الحكومة. فسرى هديه منهم مسرى الروح ٬ وجرى وحيه فيهم مجرى الطبع ٬ وأثر في ألسنتهم وأفئدتهم وأنظمتهم تأثيرا لم يؤثره كتاب سماوي آخر في أهله."

حقيقة القومية العربية / محمد الغزالى / 9 ـ 10