نوار العربي المنسق الوطني لنقابة “الكناباست” لـ “الجزائر نيوز”: نطالب بحوار جاد مع الوزارة وإلا سنلجأ إلى شن إضراب مفتوح
إذا دققنا في مضمون عريضة مطالبكم نلاحظ أنها نفسها التي تتكرر منذ 20 سنة تقريبا، هل هذا دليل على غياب إرادة سياسية من الوصاية في معالجة قضاياكم المطروحة؟ وعلى أي أساس تتفاوضون مع هذه الأخيرة؟
أريد أن أقول إن وزارة التربية الوطنية لم يسبق لها أن انتهجت أسلوب التفاوض مع النقابة واكتفت فقط بمناقشتنا عن طريق الوساطة التي تمنع تمرير بعض المطالب المدرجة ضمن لائحة مطالبنا، كما أن المطالب الأخرى التي أخذتها بعين الاعتبار تقوم بتحويلها إلى الوظيف العمومي والنتائج تكون دائما نفسها، من منطلق أن موظفي الوزارة لا تهمهم معاناة وانشغالات الأساتذة وأوضاعهم المهنية وكذا الاجتماعية، وهمهم الوحيد هو الحفاظ على مناصب عملهم وإرضاء مسؤوليهم. فالإدارة تنتهج أساليب تعودنا عليها من أجل كسر احتجاجنا واتهامنا بعدم شرعية الاضراب عوض العمل على تجسيد حوار جاد من أجل الوصول إلى حلول آنية وبالشكل الذي يتوافق مع أرضية مطالبنا، وكل هذا يعكس غياب الإرادة اللازمة من الوصاية في تعاملها مع القضايا المطروحة من الأساتذة وكذا محاولة معالجتها.
اعلنتم عن شن إضراب متجدد آليا كل يوم، ألا تتخوفون من أن يصبح الاحتجاج من منظور الوزارة مع مرور الوقت عاديا وسيخدمها أكثر، خصوصا أنها مقبلة على تحديد عتبة الدروس وستحملكم مسؤولية كل تأخر قد يترتب عن الاحتجاج؟
إضرابنا سيتجدد بشكل يومي، كما أنه سيكوم مرفوقا باعتصام وطني يوم الأربعاء المقبل، ولا أظن أن كل هذا سيمر مرور الكرام على الوزارة، واعتمادنا على هذا الأسلوب جاء من قناعتنا أن يكون هذه المرة احتجاجنا فعالا وسنمارس ضغطا على الوصاية من أجل إدراج في أقرب الآجال مطالبنا ضمن أولوياتها وفتح باب الحوار للنقابات وفق ما أكده سابقا وزير التربية، لكن شرط أن يكون الحوار هذه المرة جادا ومبنيا على نية وإرادة في تجسيد انشغالات المعلم التربوي على أرض الواقع. وفيما يخص تأثير الاحتجاج على تحديد دروس العتبة وكذا على المسار الدراسي للتلميذ، أقول بأن التلميذ سيتضرر كثيرا جراء ذلك، لكن أؤكد أن المسؤولية تبقى تتحملها الوزارة لوحدها، لأننا انتهجنا كل الطرق القانونية قبل الاعلان عن قرار شن الاضراب بما فيها إيداع لدى مصالح الوزارة إشعار بالاضراب منذ أسابيع من أجل لفت انتباهها وتكريس خطة طريق من شأنها تجنب الاضراب، إلا أنها لم تحرك ساكنا، إذن المسؤولية تقع على عاتقها وعليها تحمل نتائجها.
في حالة عدم الاستجابة لمطالبكم من طرف الوزارة، هل أنتم مستعدون للذهاب بعيدا في احتجاجكم مستقبلا؟
بطبيعة الحال، كنقابة نحن مستعدون للذهاب بعيدا في احتجاجنا، لأن تنظيم الاضراب ليس من أجل الاضراب فقط، وإنما من أجل الوصول إلى نتائج ملموسة وآنية بالشكل الذي يتوافق مع مضمون عريضة مطالب الأساتذة، وكل شيء سيعرقل هذا الهدف سيدفعنا إلى تصعيد وتيرة احتجاجنا مستقبلا والدخول في إضراب مفتوح، إلى جانب تبني أساليب أخرى كتنظيم الاعتصامات ولما لا الخروج إلى الشارع من أجل الضغط على الوزارة للاستجابة لمطالب الأساتذة.
جريدة الجزائر نيوز يوم 2013/10/07