[أنور الزناتي]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد لا يختلف اثنان في قيمة النعمة التي أصبغ الله بها بعض عباده و هي نعمة الأبناء. و قد لا يختلف اثنان ايضا في أن الأبناء لهم دور كبير في تحقيق التوازن و الاستقرار داخل الأسرة. و لكن هل فيكم من يتصور أن تنقلب هذه النعمة يوما إلى نقمة؟.
إن بعض الآباء ممن أعرفهم يؤكدون على أن حياتهم انقلبت إلى جحيم لا يطاق بعد أن صار اهتمام زوجاتهم برضّعهنّ و أطفالهنّ يطغى على اهتمامهن بأزواجهن... فمنهم من يرى أن زوجته أقفلت في وجهه قلبها و أشاحت بعينيها عنه، بعد أن وجدت ضالتها في رضيعها. و منهم من يرى أن زوجته قد انقلب حالها رأسا على عقب. فبعد أن كانت لا تتحرك قيد أنملة من أمام المرآة حتى تتزيّن و تتجمّل له، صارت بعد أن أنعم الله عليها بالطفل غير مهتمة بشكلها مطلقا. و منهم من يرى أن زوجته تغيّرت معه جذريا. فبعد أن كانت تتذلّل و تخضع له بالقول و تلين جانبها، أصبحت بقدرة قادر لا تكفّ عن التذمر و الصراخ لسبب أو لآخر، و لا تفعل معه كما كانت من قبل. حتى أن بعضهم أخبرني بأن حياته صارت مهدّدة بعد أن وضع زوجته أمام المحك و خيّرها بين أن تراجع سلوكاتها و تعود إليه كما كانت سابقا. أو أنه يضع حدا لزواجه به و لمعاناته مع الغيرة التي دبّت في قلبه و طغت على تفكيره، فلم يعد يفكر إلاّ في الخلاص من هذا الإبن "المستعمر"... فهل هناك حقا مشاعر عدائية قد تصل بالأب إلى الغيرة من ابنه؟
أرجو أن يحوز هذا الموضوع استحسانكم و تقديركم
أخوكم أنور