منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إلى الباحثين عن السعااااااادة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-04, 00:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حفيدة ابن تيمية
عضو جديد
 
إحصائية العضو










A7 إلى الباحثين عن السعااااااادة ..

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, سيدنا ونبينا وقدوتنا محمد عليه أفضل
صلاة وأتم تسليم إلى يوم الدين. أما بعد..

تختلف مفاهيم السعادة بين إنسان وآخر فالبعض يراها مالا, وآخر يراها وظيفة ومركزا مرموقا, وآخرون يرونها في الصحة, وناس آخرون يرونها في أمان واستقرار, وآخرون يرونها إيمانا وطاعة, والسعي لكسب رضا الله - عز وجل .. من هو السعيد؟ وأين أجد السعادة؟

اخوة الايمان .. إن السعادة كنز عظيم وغاية منشودة ومطلب نفيس .. إن السعيد باختصار هو "الذي حقق العبودية لربه تبارك وتعالى ..كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول ((من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية))..

واعلم يا من تطلب انشراح الصدر, وسعادة القلب .. اعلم رعاك الله أن مفتاح السعادة وأسَّها وأساسها هو
في طاعة الله تعالى,. وكل سعادة بغير الله تعالى وطاعته تزول سريعا ولا تبقى أبدا ...
قال ابن قدامة رحمه الله: فضيلة كل شيء بقدر إعانته على طلب السعادة وهي لقاء الله تعالى والقرب منه, فكل ما أعان على ذلك فهو فضيلة ((ولمن خاف مقام ربه جنتان)) ...

ومن أسباب السعادة انشراح الصدر والإحسان إلى الناس وقصر الأمل وعدم التعلق بالدنيا ومنها ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم; فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) .. ومنها أيضا اليقين التام بأن سعادة المؤمن الحقيقية في الآخرة لا في الدنيا وأن يحسن العبد الظن بالله عز وجل, وليعلق قلبه بالله فحين يتعلق قلب العبد بخالقه تعظيما ورجاء وخوفا وتعمل من الصالحات جوارحه اتباعا وإخلاصا,.فقد أصاب العبد حينها نور التقى, وإذا استقر في القلب التقى,.فليبشر العبد بعدها بالراحة والهناء, فمن اتقى الله وأدى واجب ما عليه من حق الله, وتزود بنوافل العبادات, وأكثر من فعل المعروف وبذل الصدقات فتح الله له أبواب الرزق ويسر له أسباب الكسب وجعل في قلبه القناعة والرضى اللذين هما أغنى الغنى..

وإن من أعظم العوائق في طريق سير المؤمن إلى ربه الذنوب والمعاصي فهي تشكل حاجزا كبيرا يحجب المرء عن ربه, ويصيبه بألوان من الضيق والوحشة, والحسرة والألم, لا يعرفها إلا من أصابته جراحاتها; لذا دعا الله - عز وجل - عباده إلى التخفف من هذه الآصار والأغلال التي أثقلت كاهلهم, دعاهم إلى واحة وارفة الظلال, يستجير بها المؤمن من رمضاء الذنوب والمعاصي, دعاهم إلى الأمل بعد الزلل, وفتح لهم أبواب الإياب بعد طول الغياب, دعاهم إلى التوبة..قال تعالى(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاإنه هو الغفور الرحيم )الزمر: 53
ختاما ..
احرصوا على أسباب السعادة وتشبثوا بها يطب عيشكم, وتهنأ حياتكم,. نسأل الله بمنه وكرمه أن يصلح عيشنا وحالنا في الدنيا وأن يجعل لذتها موصولة بلذة الآخرة وأن يباعد عنا أسباب الضيق والعناء وألا يجعلنا من أهل دار الشقاء ..

قال تعالى (فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنت نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم * وتصلية جحيم )الواقعة 88-94.

أقول هذا القول, وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه, إنه هو الغفور الرحيم.









 


رد مع اقتباس