منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نسب عائلة ( خضراوي ) !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-26, 08:44   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
آل خضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي آل خضراوي

بيد أن هذا التحسن في الأوضاع الأمنية ببلاد اليمامة كان آنياً، إذ ما لبث الإقليم أن عاد إلى دائرة الإهمال والعزلة، وبالتالي ضعف أثر السلطة المركزية فيه. وعلى الرغم من أن المصادر ذكرت أن ولاية اليمامة أسندت في سنة 236 هـ/ 850 م إلى محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، مع ولاية البحرين وطريق مكة، وفي سنة 248 هـ/ 862 م أسندت إلى محمد بن عبد الله بن طاهر مع العراق والحرمين، وفي سنة 252 هـ/ 866 م إلى محمد بن عون مع البصرة والبحرين([1][25])، فإن ولاية هؤلاء لليمامة - فيما يبدو - كانت ولاية صورية. فأيّ منهم لم يُقم باليمامة، ولم تحظ منه أو من الإدارة المركزية باهتمام يُذكر، وبخاصة في ظل الضعف الشديد الذي حل بالخلافة العباسية بعد عصر الواثق.

أصل الأخيضريين وقيام دولتهم في اليمامة
أ - أصل الأخيضريين وظهورهم بالحجاز
الأخيضريّون علويّون، من بني الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما([2][26]). وموطنهم الأصلي بلاد الحجاز. وقد اشتهر منهم محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى (الجون) بن عبد الله (المحض) بن الحسن (المثنى) بن الحسن (السبط) بن علي بن أبي طالب. وكان يلقب بـ»الأخيضر الصغير«، وقد فر إلى اليمامة وأقام دولة بها عرفت بالدولة الأخيضرية.
ويلاحظ أن لقب الأخيضر أُطلق أولاً على يوسف بن إبراهيم والد محمد صاحب اليمامة، كما أنه أطلق على محمد نفسه. فقد ذكر ابن عنبة أن يوسف كان يُعرف بالأخيضر، وأن ابنه أبا عبد الله محمد صاحب اليمامة يُعرف بالأخيضر الصغير([3][27]). إلا أن هذا اللقب ارتبط بالابن أكثر من أبيه بسبب شهرته وتمكنه من إقامة دولة له ولعقبه في بلاد اليمامة نُسبت إليه.
أما عن سبب إطلاق لقب الأخيضر على يوسف ثم على ابنه محمد، فلم تذكر كتب الأنساب أو غيرها من المصادر التاريخية بياناً لذلك. ولعلها تصغير لكلمة »أخضر«.
وقد جاء في "لسان العرب" لابن منظور: »يقال للأسود أخضر، والخضرة في ألوان الناس السمرة، والخضر قبيلة من العرب سُمّوا بذلك لخضرة ألوانهم«([4][28]). وبناءً عليه، يمكن أن يكون يوسف بن إبراهيم لُقّب بـ»الأخيضر«، لأن لون بشرته يميل إلى السمرة؛ وكذلك ابنه محمد (الأخيضر الصغير).
أما بداية ظهور الأخيضرين على مسرح الأحداث السياسية، فكانت في بلاد الحجاز سنة 251 هـ/ 862 م، حين تزعم إسماعيل بن يوسف (الأخيضر) ثورة ضد الدولة العباسية، وهاجم مكة. فاضطر أميرها آنذاك، جعفر بن عيسى بن موسى العباسي، إلى الهرب، وتمكّن إسماعيل - بعد أن قتل بعض جند الأمير ومن ساعدهم - من نهب دار الإمارة ومنازل أعوان الأمير، واستولى على أموال كانت قد أُرسلت من قبل الخلافة إلى مكة لإجراء إصلاحات بعين زبيدة. ولم يكتف بذلك، بل استولى على ما كان في الكعبة وفي خزائن الحرم من الذهب والفضة وكسوة الكعبة، وأخذ من الناس نحو مئتي ألف دينار، وخطب لنفسه بالمسجد الحرام([5][29]).
بقي إسماعيل وأتباعه بمكة نحو خمسين يوماً، عاثوا خلالها فساداً في مكة، نهباً وقتلاً وحرقاً، ثم خرجوا منها وتوجّهوا نحو المدينة النبوية. وبسبب ما أظهره إسماعيل من ظلم وقسوة وجرأة على سفك الدماء، لُقِّب بـ»السّفّاك«. وكانت أخبار أفعاله تلك قد بلغت المدينة، فأحدثت عند أهلها فزعاً وغضباً، وبخاصة بعد أن قرّر أميرها وحاشيته الهرب خوفاً من »السّفّاك«([6][30]).
وأما أهل المدينة، فقد قرروا المقاومة والصمود، فحصّنوا مدينتهم واستعدوا للدفاع عنها. وعندما وصل السّفّاك، فرض حصاراً على المدينة وأخذ في مهاجمتها، وقد أظهر أهلها صموداً وبسالة، ونجحوا في صد المهاجمين على الرغم ممّا نالهم من عناء([7][31]).
عاد السّفّاك إلى مكة، لكن أهلها قرروا مقاومته هذه المرة، بعدما نالهم من عناء حين دخل السّفّاك وأتباعه مكة في المرة السابقة، وشجعهم على ذلك نجاح أهل المدينة في صدِّه.
فرض السّفّاك حصاراً على مكة استمر نحو شهرين، نال أهلها منه عناءً وبلاءً عظيمين، ومات بسببه أهل مكة جوعاً وعطشاً. وبعد أن عجز عن اقتحام مكة، توجه إلى جدّة، واستولى على ما فيها من أموال التجار وبضائعهم([8][32]).
وعلى الرغم من أهمية المنطقة التي ثار فيها السفاك وبشاعة الأعمال التي قام بها، فإنّ تحرك الخلافة العباسية لمواجهته كان بطيئاً وضعيفاً أيضاً، وذلك بسبب ما كانت تعانيه الخلافة في تلك الأثناء من ضعف واضطراب في أوضاعها. وعلى أي حال، فقد أرسل الخليفة المعتز بن المتوكل (251 - 255 هـ/ 862 - 866 م) جيشاً بقيادة محمد بن أحمد بن عيسى، وعيسى بن محمد المخزومي. ووصل الجيش إلى مكة قبيل موسم الحج سنة 251 هـ/ 862 م، في حين كان الثائر في جدة.
تحرك السفاح لمواجهة الجيش العباسي، ودارت بين الطرفين معركة في يوم عرفة علىصعيد عرفات، هزم فيها الجيش العباسي، ووقع السلب والنهب والقتل في الحجّاج على يد السّفّاك وأتباعه. فقتل أكثر من ألف حاج، وهرب آخرون دون أن يتموا حجهم. وعاد السّفّاك إلى جدة([9][33]).
وبقي أهل مكة والمدينة يترقبون أخبار السّفّاك ويخشون عودته لمهاجمتهم، حتى جاءت الأخبار بإصابته بمرض الجدري، ثم وفاته في سنة 252 هـ/ 863 م، وكان عمره اثنين وعشرين سنة([10][34]).
بعد وفاة إسماعيل (السّفّاك) خلفه أخوه محمد (الأخيضر الصغير) في قيادة الثورة. ومحمد أكبر من إسماعيل بنحو عشرين عاماً([11][35])، أي أنه كان قد تجاوز الأربعين حين خلف أخاه. وكانت الخلافة العباسية قد أدركت مدى خطورة هذه الثورة وقوتها، فأرسلت جيشاً آخر إلى الحجاز أكثر قوة واستعداداً من سابقه، وأسندت قيادته إلى أبي الساج لأشروشني، وهو أحد القادة الأتراك الكبار.
وقد استطاع هذا الجيش إلحاق الهزيمة بمحمد الأخيضر. وحينئذ قرر الأخيضر الانسحاب من الحجاز والهرب نحو اليمامة([12][36])، لإدراكه عدم قدرته على الصمود أمام هذا الجيش، ولمعرفته أن أهل الحجاز أصبحوا يكنّون كرهاً وتذمراً لقيادة هذه الثورة وأتباعها بسبب الأفعال السيئة التي قاموا بها.


([1][25]) صالح الوشمي، ولاية اليمامة، المرجع السابق، ص. 117.

([2][26]) محمد بن علي ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، دار المعارف، القاهرة، 1977، ص. 46. وقد ذكر عمر رضا كحالة أنهم بطن من بني الحسين بن علي، وهذا غير صحيح. (معجم قبائل العرب، المصدر السابق، ج 1، ص. 12).

([3][27]) أحمد بن علي بن عنبة الحسني، »عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب«، ضمن مجموعة الرسائل الكمالية، مكتبة المعارف، الطائف، ص. 213.

([4][28]) جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ج 4، صص. 244 - 245.

([5][29]) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 11، صص. 236 - 237.

([6][30]) محمد بن أحمد الفاسي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق فؤاد سيد، مطبعة السُّنة المحمدية، القاهرة، 1964، ج 3، ص. 312.

([7][31]) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، المصدر السابق، ص. 46؛ عبد الباسط بدر، التاريخ الشامل للمدينة المنورة، ج 2، صص. 112 - 114.

([8][32]) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 11، ص. 137.

([9][33]) المصدر نفسه، ص. 137.

([10][34]) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، المصدر السابق،ص. 46؛ الفاسي، العقد الثمين، المصدر السابق، ج 3، ص. 313.

([11][35]) محمد بن عبد الرحمن السخاوي، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، مطبعة دار نشر الثقافة، القاهرة، 1979 ، ص. 323.

([12][36]) علي بن الحسين المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، 1384 هـ، ج 3، ص. 180؛ ابن عنبة الحسني، عمدة الطالب، المصدر السابق، ص. 214.










رد مع اقتباس